أسبوعان كاملان لم يحملا لأهل المحروسة سوى المزيد من الأخبار عن تجاوزات الشرطة وإنتهاك أدمية البشر في الأقسام على يد زبانية الداخلية ، حياة الإنسن بلا ثمن لدى جلاديه فأصبح إلقاء مواطن من الطابق الرابع أو سحله بالسيارة أو حتى مقتل صبي لا يتجاوز الثالثة عشرة من عمره امرا عاديا بالنسبة لهم ، وهو أمر لا يثير الإستغراب عند نظام أدمن قتل الفقراء من أبناء شعبه سواء في عبارة الموت أو في قطارات السكة الحديد أو حتى عطشا
ولكن ما أريد ان أتوقف عنده حقا في حوادث التعذيب الأخيرة هو ظاهرة جديدة تستحق التأمل ، وهي أن هناك ضحيتان للتعذيب يفصل بينهما أقل من أسبوع وكلاهما يحمل إسم ناصر، أحدهما مسلم والأخر مسيحي ، كلاهما كان ضحية للقتل على يد النظام الذي يساوي بين طوائف المصريين في التعذيب فقط، فالدين لله والتعذيب للجميع
في كلا الحالتين ،كان الأهالي هم من ردع الجلادين ، ففر أشاوس الداخلية كالجرذان المذعورة من قرية تلبانة بعد أن ثار أهلها وحطموا سلخانتهم المسامة بالنقطة
وفي العمرانية كان جيران ناصر القبطي من المسلمين الذين قاموا لصلاة الفجر هم من حطم ميكروباص -المسروق بطبيعة الحال- الذي إستقله الباشاوات وفروا أيضا هنا
في كلا الحالتين ، نحن بصدد تحول في العلاقة بين الجلاد والضحية،إذ صارت الضحية وربما لأول مرة ترفض أن تلعب دورها المعهود،وللمرة الأولى أيضا صار الرد على الإنتهاكات شعبيا وتلقائيا بإمتياز
ويا أهل وطني ، لا حل أمامنا سوى أن تصبح مصر كلها تلبانة أخرى
1 comment:
و الحل يا عمرو ...؟
ممكن اي حد يجرالوا كدة وحياة ربنا ! ح مننا أقصد!
تعرف أسامة عباس؟؟
بتاع فيديوهات التعذيب اللي على يو تيوب ؟؟
دوَّر عليه !
Post a Comment