Monday, December 31, 2007

القناص

هدية المقاومة العراقية إلى الأمة ، وهديتي لكم بمناسبة العام الجديد، الجزء الثالث من فيلم "قناص بغداد"


Sunday, December 30, 2007

سر مقتل جيفارا.. في "عدو عدوي"



يبدو أن حياة الثائر اللاتيني تشي جيفارا ستظل منبعا للمزيد من الأفلام المتوهجة عنه؛ إذ كشف المخرج البريطاني كيفين

ماكدونالد أسرارا مثيرة في فيلمه الجديد "عدو عدوي my enemy's enemy"، الذي يتناول قصة "باربي" أو "سفاح ليون" الذي كان العنصر الرئيس في التمكن من أسر ثم اغتيال الثائر اللاتيني في أحراش بوليفيا عام 1967.
كيفين ماكدونالد -الذي قدم من قبل الفيلم الشهير الحائز جائزة أوسكار أفضل ممثل "آخر ملوك اسكتلندا The Last King Of Scotland"- أثار بفيلمه التسجيلي الجديد تفاصيل جديدة أثارت جدلا واسعا حول مقتل تش جيفارا، وطبيعة الدور الذي أداه مجرمو الحرب للإيقاع به، إذ يرصد الفيلم قيام الاستخبارات الأمريكية بالاستعانة بضابط نازي سابق اسمه كلاوس باربي لأسر جيفارا.
ووفقا لتقرير نشرته جريدة "أوبزرفر" البريطانية، يروي الفيلم قصة "باربي" الذي كان أحد مجرمي الحرب النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وأطلق عليه ضحاياه لقب "سفاح ليون"، وهي المنطقة التي ارتكب فيها جريمة حرب حين قتل 44 طفلا يهوديا فرنسيا أرسلهم لمعسكر "أوشفيتز" النازي.
لكن باربي تمكن من الهرب من القضاء الفرنسي بعد نهاية الحرب عبر اللجوء إلى بوليفيا والإقامة فيها تحت اسم مستعار هو "كلاوس ألتمان".
وسرعان ما تلاقت أقدار الرجلين -باربي وجيفارا- عام 1966 حين وصل جيفارا إلى بوليفيا لمساعدة الثوار هناك ضد النظام الديكتاتوري الحاكم، الذي كان يحظى بدعم واسع من الولايات المتحدة.
ووفقا للشهادات التي يوردها الفيلم، فإن المخابرات الأمريكية قامت بتجنيد "باربي" لصالحها بعد الحرب العالمية الثانية للاستفادة من خبرته في مواجهة حرب العصابات؛ إذ كان باربي مسؤولا في الجيش النازي عن مواجهة المقاومة الفرنسية، وقام باغتيال "جان مولين" أحد أبرز قادتها.
ويتضمن الفيلم شهادة أحد مساعدي باربي، واسمه ألفارو دي كاسترو، الذي أكد أن باربي "التقى مع قائد وحدة خاصة في المخابرات الأمريكية هو العقيد شيلتون، وأعطاه مجمل خبرته في مجال حرب العصابات".
وبفضل الخطط التي وضعها كل من باربي وشيلتون تمكنت المخابرات الأمريكية من أسر جيفارا الذي كان في ذلك الوقت متحصنا مع المتطوعين من رفاقه في الجبال في الثامن من أكتوبر عام 1967، وفي أعقاب ذلك، قُتل جيفارا في ظروف غامضة لم تتضح حتى الآن.

يذكر أن تشي جيفارا كان محورا لعدد كبير من الأفلام السينمائية التي تناولت حياته وكفاحه، وكان أولها فيلم "جيفارا" عام 1968 الذي قام ببطولته النجم المصري عمر الشريف.
وقد أبدى عمر الشريف ندمه فيما بعد على قيامه ببطولة الفيلم بعد أن اكتشف أنه كان ممولا من المخابرات الأمريكية لتشويه صورة جيفارا.
وكان أحدث الأفلام التي تناولت سيرة جيفارا، الفيلم الروائي "يوميات الدراجة البخارية the motorcycle diaries" عام 2004، وقام بتجسيد شخصيته الممثل المكسيكي الشاب جايل جارسيا برنال.
كما يستعد النجم البورتريكي بينشيو ديل تورو لتصوير فيلمين عن جيفارا يتناول كل منهما فصلا من حياته، الأول بعنوان "حرب العصابات guerilla"، والثاني بعنوان "الأرجنتيني the argentine"، وكلاهما مرشح للعرض في صالات السينما في خلال عام 2008

Thursday, December 27, 2007

يا شعب يا معلم


كلمات : نجيب سرور
ألحان وغناء : أحمد إسماعيل
مهداة إلى موظفي الضرائب العقارية الشرفاء

Tuesday, December 25, 2007

الجزيرة


لكل منا منطقه ، ولكن الأقوى هو دائما صاحب المنطق الصحيح"
هذه الكلمات التي يوصي الحفني الأب (محمود ياسين) إبنه منصور (أحمد السقا) هي المدخل النسب لفهم أحداث الفيلم الدرامي "الجزيرة" للمخرج شريف عرفة المعروض حاليا في صالات السينما المصرية.
الفيلم المقتبس عن قصة حقيقية تجمع بين قصتي "خط الصعيد" وتاجر المخدرات الشهير "عزت حنفي"، إعتمد على سيناريو صاغه بحرفية شديدة السيناريست الشاب محمد دياب الذي قدم العام الماضي فيلما مميزا أخر هو "احلام حقيقية" مع المخرج محمد جمعة.
القصة السينمائية التي صاغها المخرج شريف عرفة وسيناريو دياب المحكم جعل الفيلم محملا بقيم درامية وإجتماعية عدة وهو ما يجعله أكثر من مجرد فيلم "أكشن" أو حركة كما يصنف البعض أفلام أحمد السقا عادة.
تجور أحداث الفيلم حول منصور الحفني الذي يرث عن أبيه علي ثروة طائلة ونفوذا واسعا صنعتهما تجارة السلاح والمخدرات التي إحترفها والده منذ السبعينات في إحدى قرى صعيد مصر.
يقدم الفيلم للمشاهد في نصفه الأول كيف صنع الأب من ولده "كبيرا" للقرية على حد تعبيره ، فيغرس فيه القسوة والحزم ويحرمه من الزواج من محبوبته (هند صبري) بسبب خلافه مع عائلتها ويزوجه بإبنة أسرة حليفة له (زينة).
إلا أن المنية توافي الأب وهو لا يزال يعد ولده لخلافته ، فيستعل أعداؤه الفرصة ويغيرون على قصره ويقتلون عدة أفراد من عائلته.
وعلى طريقة "التحالف مع الشيطان" يعقد منصور وعمه حسن (باسم سمرة) صفقة مع كل من عصابات الجبل والسلطة ممثلة في الضابط الفاسد رشدي (خالد الصاوي) يسلمه بمقتضاها أفراد الجماعات المسلحة في الصعيد مما يجعل منه بطلا في نظر رؤوسائه في مقابل أن يدعه ينتقم من أعداؤه.
وبدهاء شديد ، يحصل منصور على ثأره ويصبح سيد القرية المعروفة بال"جزيرة" وتستمر صفقاته مع السلطة في الوقت ذاته الذي تزداد ثروته ونفوذه من تجارتي السلاح والمخدرات.
إلا أن "شهر العسل" بين منصور والسلطة لا يدوم خاصة مع إزدياد حدة جرائمه وخوف الضابط رشدي من أن يكشف ذلك علاقته به والتي يتضح أن لها إمتداد أخر، فوالد منصور عقد صفقة مماثلة مع السلطة ممثلة في اللواء المتقاعد (عبد الرحمن أبو زهرة).
في النصف الأخير من الفيلم ، يقدم شريف عرفة وبشكل متقن معركة الحسم بين قوات الأمن ورجال منصور ، ولكن ما يحسم المعركة حقا ليس حجم سلاح كل طرف بقدر ما يحسمه إستغلال الضابط المثالي (محمود عبد المغني) لنقطة ضعف منصور ممثلة في محبوبته التي تقنعه بتسليم نفسه.
وجاءت نهاية الفيلم المفتوحة –والتي كانت مفاجئة لكثيرين- لتؤكد على معنى أكده الفيلم طوال الوقت ، وهي أن ظاهرة منصور مكررة للتكرار خاصة مع إستمرار الظروف التي أدت لبروزه ومع إستمرار التجاهل الرسمي لبيئة معقدة مثل الصعيد.
إستطاع محمد دياب في ثاني تجاربه ككاتب أن يقدم نصا محكما ، غنيا بالمشاعر وبالصراعات الإنسانية المتداخلة ليس بين كل شخصية والأخرى وإنما في داخل كل شخصية أيضا.
وهو ما إلتقطته كاميرا المخرج المخضرم شريف عرفة ، والذي خاض تحد كبير وهو تقديم فيلم كامل في أجواء الصعيد التي لم تكن مسرحا لأفلامه من قبل، ولكن النتيجة المهائية تؤكد نجاح شريف عرفة وبتفوق في هذا التحدي، فقد قدم صورة مصرية خالصة ، نابعة من البيئة الصعيدية بكافة مفرداتها وإستفاد من التصوير في قرية حقيقية من قرى الأقصر و إستخدام سكانها في مشاهد عدة.
قد يؤخذ على الفيلم عدم إتقان بعض الممثلين مثل هند صبري للهجة الصعيدية ،إلا أن هذا لا يعيب أداؤهم وفي مقدمتهم أحمد السقا الذي يعد هذا الفيم بحق نقلة في مشواره السينمائي.
إستطاع السقا أن يتخلص من المبالغة التي كانت تشوب أداؤه من قبل، وهو في هذا الفيلم ممثل متمكن من كافة أدواته ، وإستطاع المشاهد الدرامية ومشاهد العنف بنفس الدرجة من الصدق.
وأضفى الفنان القدير محمود ياسين جوا من الحميمية على الفيلم رغم قصر مدة ظهوره على الشاشة ، وهو ما ينطبق أيضا على أداء باسم سمرة وزينة.
إلا أن مفاجاة الفيلم كانت أداء الممثل الشاب نضال الشافعي، إستطاع شريف عرفة تقديم نضال في ثوب جديد تماما عن ذاك الذي عرف به من خلال دوره في المسلسل الكوميدي "تامر وشوقية" وأن يفاجأ الجمهور بأداء درامي لدور معقد .وبشكل عام، يمكن القول أن "الجزيرة" يمثل نقلة في نوعية أفلام الحركة التي إعتاد لها الجمهور المصري منذ نجاح فيلم "مافيا" عام 2002-لنفس البطل ونفس المخرج- تتمثل في الجمع بين الحركة والطرح السياسي والإجتماعي الجاد والهادف
.

Monday, December 24, 2007

أنا مصري


في تجربة فنية فريدة تستهدف تقليل حدة التشدد الطائفي، الذي كانت أحدث ساحاته مدينة إسنا بصعيد مصر قبل أيام، بدأ أعضاء فريق مصري شاب تقديم حفلات فنية، كمحاولة للتعبير عن تنوع الهوية المصرية، بالتركيز على الدمج بين الغناء الإسلامي والقبطي، ومزج التراث بالأغنيات الحديثة والموسيقى المعاصرة، بحيث كانت البداية حفلا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، على أن تتلوه جولة غنائية، يقوم الفريق بالتحضير لها حاليا، وتتضمن محافظات مصر كافة.
التجربة قدمها الفنان الشاب إيهاب عبده إلى جانب مجموعة من الفنانين المصريين تحت عنوان "أنا مصري"، وشملت أغنيات قام إيهاب بتأليفها وتلحينها بنفسه، مثل "أنا مصري"، و"الصيت ولا الغنى"، و"حادي بادي"، بينما قدم الفنان الشعبي زين محمود، عضو فرقة الورشة المسرحية، قصائد من المديح الصوفي مثل "ديوان الحلاج"، إضافة إلى فقرات من السيرة الهلالية والمواويل الشعبية المصرية مثل "حسن ونعيمة"، و"مربعات ابن عروس"، وغيرهما.
ومن جهتها قدمت المطربة الشابة "جانين زكي" مجموعة من الترانيم الكنسية المصرية مثل "فين المعنى"، و"مبارك شعبي مصر"، وأخيرا "لماذا أشكوك لقلبي".
وفي فقرة أخرى قدم الفنان الشاب ياسر أبو عوف أغنيات مختارة من التراث الموسيقي المصري من بينها أغنية "إمتى الزمان يسمح يا جميل" للموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، إضافة إلى أغنية "أهو ده اللي صار" للموسيقار سيد درويش التي قُدمت بشكل جماعي.
وتبدت براعة عازف الكمان والملحن الشاب محمد علي كمنسق لأغنيات الحفل في قدرته على المزج بين الفقرات على تنوعها، كدمج الترانيم والإنشاد الصوفي في قالب واحد.
وفي تصريح لـmbc.net قال إيهاب عبده "إن فكرة الحفل جاءت من إحساسنا بوجود هوية مصرية تجمعنا معا، وخوفنا الشديد عليها في الوقت الحالي، ذلك أن دعوات التفرقة أكثر مما يجمعنا، إذ يتم تصنيف المصريين على أسس طائفية "مسلم أو مسيحي"، أو طبقية "غني أو فقير"، أو اجتماعية.. إلخ، لذلك كان من الضروري أن نبحث عما يقربنا من بعض، وقد سعيت لذلك خاصة بعد نجاح أغنيتي "أنا مصري"، التي لاحظت من ردود الفعل عليها استحسان كثيرين لفكرتها.
ويضيف إيهاب "من هنا بدأت الاتصال بزملائي في التجربة، وفي مقدمتهم الشيخ زين محمود، وجانين زكي التي تطوعت للتعاون معي، مبدية إعجابها بالفكرة.
وحول تجربة الدمج بين التنويعات الموسيقية المختلفة قال إيهاب "ندين بالنجاح في هذا للملحن محمد علي، فقد رأينا تجربة سابقة للدمج بين الغناء الإسلامي والقبطي قدمها من قبل كل من الشيخ إبراهيم الهلباوي والأب إبراهيم عياد، إلا أننا رغبنا في تقديمها هذه المرة في سياق درامي يعطي المعنى نفسه، فعلى سبيل المثال تم الدمج بين ترنيمة "مبارك شعبي مصر" وأغنية أقدمها تتضمن الفكرة ذاتها، وحين قدم الشيخ زين مقطعا من السيرة الهلالية ينتهي بموت الملك ولقائه ربه، أتبعتها جانين بترنيمة "لماذا أشكوك إلى قلبي" التي تعبر عن مناجاة الإنسان لربه".
والواقع أن التجربة لاقت استحسانا من الجمهور الذي حضر الحفل، وضم مسلمين وأقباطا، ومصريين وأجانب، ويبقى أن تتحقق آمال الفريق في تقديمها للجمهور المصري في شتى المحافظات، لعلها تكون تجربة قابلة للتكرار من أكثر من
فريق فني، لتصب في النهاية في مزيد من تأليف القلوب، وتوحيد المشاعر، بين مسلمي مصر وأقباطها
إستمع إلى الأغاني هنا

Sunday, December 23, 2007

لأنها جميلة


بالصدفة وخلال تصفحي لعدد من المواقع على الشبكة ، عثرت على هذه الصورة لوزيرة حقوق الإنسان في الحكومة الفرنسية راما ياد

وبعيدا عن أية إعتبارت سياسية في مقدمتها رفضي لفرنسا ساركوزي وكل ما يأتي منها ، إلا أنني أخذت أتأمل في ملامح هذه الوزيرة الجميلة بحق

وأدركت بعد فترة حقيقة تغيب عنا كثير

وهي أن الجمال لا شكل له ولا عرق ولا لون

وأننا وللأسف الشديد حصرنا مفهوم الجمال في مفهوم عنصري يختذل هذه الكلمة في الشعر الأشقر والعيون الزرقاء أو الخضراء

لعلها عقدة الخواجة التي لازالت تعيش داخلنا او لعله نظرتنا الدونية لكل ما هو أسمر

لكن المؤكد أن راما ياد لا يكمن جمالها في ملامحها فقط وإنما في قدرتها كسيدة سمراء على تخطي كافة العقبات التي تضعها العنصرية (وما أدراك ما العنصرية في بلد كفرنسا)

والوصول إلى منصب كهذا

تحياتي لك أيتها الوزيرة الجميلة ولكل الجميلات مثلك في هذا العالم

Monday, December 17, 2007

كل عام ونحن ......معتصمون


نكتة مصرية صميمة

خلاصتها أن شخصا كان يهنأ زميله قائلا

"كل سنة وإنت طيب"

فصاح فيه

"طيب إيه؟ ما الطيبة دي هي اللي جابتنا ورا"

وعملا بهذه النكتة قررت أن أغير من تهنئتي للجميع هذا العام بالأعياد المسيحية والإسلامية على حد سواء

ولأن عام 2007 الذي يوشك على الإنتهاء كان عام الإحتجاجات الإجتماعية بإمتياز وفي مقدمتها الإعتصامات العمالية

قررت أن تكون تحيتي هذا العام هي "كل عام ونحن معتصمون"

كل عام وعمال مصر الأبطال في غزل المحلة وكفر الدوار وفي كل شبر من أرض المحروسة أقويا ءببعضهم البعض

كل عام وموظفو مصر وفي مقدمتهم موظفو الضرائب العقارية بألف خير

ومن نصر إلى أخر

كل عام وبسطاء هذا الوطن في القرصاية وكفر علو وقلعة الكبش وغيرها متمسكون بحقهم ومستعدون للذود عنه حتى الموت

كل عام وأنتم جميعا بخير يأ أملنا في غد أفضل ووطن أجمل

كل عام ونحن نحلم بمصر الأخرى

عسى ان ياتي العيد القادم وقد صارت مصر كما نحلم ونتمنى

Saturday, December 15, 2007

غير حروف الغنا

ألحان وغناء مامون المليجي

Sunday, December 09, 2007

السينما تدخل المعركة


دأبت السينما المصرية لفترة طويلة على تقديم شخصية رجل الشرطة في صورة مثالية للغاية،فرجل الشرطة على شاشة السينما المصرية هو المدافع عن الحق والمظلومين، وهو يصون أرواح وأعراض المواطنين ، وهي الصورة المعتادة منذ تقديم أنور وجدي لهذه الشخصية في "ظابط واربع بنات" مرورا بيوسف وهبي في "حياة أو موت" وصولا إلى أحمد مظهر ورشدي أباظة في "كلمة شرف" وإنتهاءا بمصطفى شعبان في فيلم "مافيا" عام 2002.
وبإستثناء أفلام مثل "زوجة رجل مهم للمخرج محمد خان عام 1987 ، والذي أظهر شخصية ضابط مباحث أمن الدولة والتي جسدها ببراعة الراحل أحمد زكي في صورة المتسلط والوصولي في كل من بيته وعمله ، تكاد الصورة المثالية تكون هي السائدة بشكل شبه كامل في السينما المصرية.
إلا أن ثمة إتجاها في الأفلام التي عرضت مؤخرا في صالات السينما المصرية تشير إلى تبني عدد من المخرجين صورة مغايرة لرجل الشرطة
ففي فيلم "هي فوضى" لكل من المخرج الكبير يوسف شاهين وتلميذه الشاب خالد يوسف، يقدم المخرجان صورة لرجال الأمن تكاد تكون غير معهودة لدى المتفرج العادي.
يفاجأ شاهين جمهوره في بداية الفيلم بلقطات أرشيفية إلتقطها بكاميراته لتظاهرات المعارضة المصرية خلال الأعوام القليلة الماضية وصدامها مع قوات الأمن.
"لأ" نسمعها مدوية على لسان أحد المتظاهرين ثم ينتقل الفيلم إلى الشق الروائي حيث نرى حاتم (خالد صالح) أمين الشرطة الذي يستغل سلطته وغياب الرقابة عليه في بسط نفوذه على الحي الذي يقيم فيه.
وفي جرأة غير معهودة، يقدم الفيلم حاتم وهو يمارس التعذيب بحق المعتقلين ، ويتلقى الرشاوي من أهالي الحي في مقابل تقديم خدمات لهم ، بل ويسرق أغراضا من مكاتب رؤسائه لبيعها رغم قيمتها التاريخية.
وحين يسعى حاتم لفرض ذاته على جارته الشابة نور (منة شلبي) يتصدى له كل من وكيل النيابة (يوسف الشريف) وووالدته ناظرة المدرسة (هالة صدقي) ولكن دائرة المعارضة تتسع تدريجيا لتشمل كاقة ضحايا حاتم من أهالي الحي، مسلمين وأقباطا، لينتهي الأمر بإنفجار شعبي يحاصر قسم الشرطة ويقتص من حاتم.
الصورة نفسها تتكرر في فيلم أخر هو "الغابة" للمخرج الشاب أحمد عاطف والذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي ضمن مسابقة الأفلام العربية ويتناول قضية أطفال الشوارع ونظرة المجتمع لهم.
في "الغابة" أيضا نموذج مغاير لرجل الشرطة، وهو من خلال شخصية ضابط المباحث (عمرو عبد الجليل) الذي يقدمه الفيلم في صورة المنصرف عما يتعرض له أطفال الشوارع وفي الوقت ذاته يماس ساديته على المتهمين الذين يستجوبهم في قسم الشرطة.
وفي نهاية الفيلم،يظهر مسؤؤل أمني وهو يصرح أمام الإعلام بشكل ألي أن الجرائم المرتكبة في الشوارع –على بشاعتها- لا علاقة لها بالمجتمع وقام بها أشخاص "مختلون عقليا".
العامل المشترك بين كلا الفيلمين هو الفنان الشاب عمرو عبد الجليل الذي أدى دور ضابط المباحث في كليهما وكذلك السيناريست ناصر عبد الرحمن الذي أعد السيناريو لكلا الفيلمين ، والذي تميزت أغلب أعماله (المدينة مع يسري نصر الله والغابة وهي فوضى وحين ميسرة مع خالد يوسف) حتى الأن بالجرأة الشديدة في طرح القضايا السياسية والإجتماعية على حد سواء .
والسؤال هو:هل يمكن إعتبار "هي فوضى" و"الغابة" بداية لموجة جديدة من الأفلام التي تتناول صورة رجل الأمن بشكل مغاير لما تعود عليه جمهور السينما في مصر؟