Friday, December 22, 2006

في شروط النزول الى الشارع



منذ بدات المعارضة الوطنية اللبنانية اعتصامها المفتوح في شوارع و ساحات بيروت بهدف اسقاط الحكومة الحالية و ثمة سؤال يتردد على السنة المصريين الذين يتابعون ما يجري في بيروت بشكل يكاد يكون يوميا عبر شاشات الفضائيات وهو : هل يمكن أن يحذو الشارع المصري حذو شقيقه اللبناني؟هل يمكن أن تنتقل مشاهد ساحتي الشهداء ورياض الصلح الى ميادين التحرير ووسط البلد؟

وبالنسبة لكاتب هذه السطور، فانني أؤمن بأن الشارع المصري مؤهل بالفعل لأن يلعب الدور الذي يلعبه نظيره اللبناني اذا توافرت فيه الشروط التالية :

1.يمكن للشارع المصري أن يكون كنظيره اللبناني حين يتجاوز الطائفية الضيقة ، حين نتوقف عن تصنيف الانسان حسب ديانته ، حين لا نشير الى بعضنا بوصفنا "مسلم " أو " مسيحي"، حين نعتبر ممن رفعوا لافتة تقول :" نحن النصارى وأنت نصرنا"

2. يمكن للشارع المصري أن يكون كنظيره اللبناني حين يصبح التنظيم هدفا في حد ذاته ، حين نتجاوز العفوية الى التنظيم لأدق وأصغر التفاصيل من قماش الرايات الى الوان الملابس الى نوعية قماش خيام الاعتصام (أخبرني أحد الأصدقاء العائدين من بيروت أنها من انوع المضاد للمطر!)

3. يمكن للشارع المصري أن يكون كنظيره اللبناني حين نضع الانتماء الحزبي وراء ظهورنا ، حين نتوقف عن الاختلاف حول أي راية ترفع وأي هتاف نتبع ، حين يكتفي الجميع برفع راية واحدة : راية الوطن الذي ننتمي اليه جميعا.

4. يمكن للشارع المصري أن يكون كنظيره اللبناني حين تختفي من حياتنا –والى الأبد-ناقلات الجنود وعصي الكهرباء والكلاب المدربة وخراطيم المياة ....الخ، حين يدرك ما يسمى بقوات الأمن أن مهمتهم هي حماية المتظاهرين وليس سحقهم بأحذيتهم الغليظة والاعتداء الجنسي عليهم.

5. يمكن للشارع المصري أن يكون كنظيره اللبناني حين نمتلك رئيسا لمجلس النواب يكون ولاؤه للشعب الذي انتخبه وليس للسلطة ولا يلعب دور "المحلل" لها.

6. يمكن للشارع المصري أن يكون كنظيره اللبناني حين يمتلك قيادات سياسية حقيقية ، حين نستنسخ حسن نصر الله وعون وأرسلان وفرنجية ونستبدلهم بأصحاب الدكاكين المعروفة رسميا باسم "الأحزاب".

7. وأخيرا وليس أخرا ، يمكن للشارع المصري أن يكون كنظيره اللبناني حين نستورد من لبنان ما هو أكثر وأهم من صدر هيفاء وهبي ومؤخرة رولا سعد!

Thursday, December 21, 2006

عمال وفلاحين وطلبة

في جريدة المصري اليوم نشرت الكاتبة وأستاذة الأدب الانجليزي الدكتورة شيرين أبو النجا هذا المقال تعليقا على مجموعة من الأحداث كان ابرزها تظاهرات طلبة الاخوان وعمال غزل المحلة ورغم اختلافي مع الكاتبة في بعض انقاط الا انني اتفق اجمالا مع روح الأمل التي تشيع في نص مقالها:

عمال وفلاحين وطلبة بقلم د.شيرين ابو النجا

«أطلق كلابك في الشوارعأقفل زنازينك عليناوقل نومنا في المضاجعآدي إحنا نمنا ما اشتكيناواتقل علينا بالمواجعإحنا اتوجعنا واكتفيناوعرفنا مين سبب جراحناوعرفنا روحنا والتقيناعمال وفلاحين وطلبةدقت ساعتنا وابتدينا»
«شيد قصورك» كتبها أحمد فؤاد نجم عام ٧٣ «معتقل القناطر» ولحنها وغناها الشيخ إمام.. بنظرة سريعة علي الكلمات يتأكد المرء أن الأغنية لم ينته تاريخ صلاحيتها، بل ربما يمكن استعادتها خصيصاً لأيامنا المتتالية المتشابهة. كل ما في الأمر أن الأحداث السريعة المتلاحقة،
ربما لم تترك فرصة للتأمل في المشهد، لأننا داخل المشهد. لست متأكدة إن كان كل الحالمين بالثورة الكاسحة الماحقة قد تنبهوا لما يحدث أم لا، في المحلة «عمال»، وسراندو «فلاحين»، واتحاد حر «طلبة»، هل حاول كل المتشائمين التأمل قليلاً لتتغير رؤيتهم؟
عندما قرر العمال أن يطالبوا بحقوقهم لم يترددوا، ولم ينتظروا قوي سياسية لتكون المحرك والدافع لهم، بل نظموا إضراباً واعتصاماً، لا يختلف كثيراً في جوهره عما حدث ويحدث في لبنان، ١٧ ألف عامل من عمال المحلة حددوا مطالبهم وأصروا علي المطالبة بها،
والأهم أنهم حصلوا عليها - ألا يستحق ذلك الكثير من الاهتمام والتحليل. أما علي مستوي الفلاحين، فنفس الشيء يحدث الآن في العديد من قري مصر التي تشهد عودة غير مسبوقة للإقطاع، كل ما في الأمر أن المسافة الجغرافية بين القرية والمدينة تحيل انتفاضات الفلاحين المتكررة إلي خلفية المشهد،
كان المتوقع أن ينتهي الأمر في سراندو بتوقف قلب نفيسة المراكبي، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فكان قلب نفيسة المراكبي المتوقف هو الذي حرك القضية مرة أخري، ويبدو أنه حرك العديد من القضايا الأخري المرتبطة بالفلاحين. هؤلاء الفلاحون الذين كانوا في الستينيات هم عناوين الصحف، يدافع الجميع عنهم، وتطرح قضاياهم للنقاش في مجلس الأمة، هم نفسهم الفلاحون الذين عادوا للمطالبة بحقوقهم الآن في عدة بؤر متناثرة.
ثم يظهر دور الطلبة، تزوير انتخابات أو إنهاؤها بالتزكية، لا يهم، لم يختلف الأمر كثيراً، فقد أدي ذلك إلي قيام ما يسمي الاتحاد الحر، وهو اتحاد طلابي مواز. ركزت وسائل الإعلام همها وجهدها علي التأكيد علي عدم شرعية الاتحادات الموازية، ومخالفتها القانون، ولم يقترب أحد من سؤال: «لماذا اتحاد مواز؟» بمعني آخر، إذا كان الاتحاد «الرسمي» يعبر عن رغبة الطلاب - أو بعضهم لا فرق - كانت فكرة الاتحاد الموازي ستنتفي بالتأكيد.
تابعنا جميعاً مهازل بلطجية الأمن في الجامعات، وإنكار المسؤولين ما حدث وإصابات الطلاب وسخط الجميع، وتحويل الطلاب للتحقيق وفصل الكثيرين منهم عقاباً لهم علي مشاركتهم في إنشاء الاتحاد الحر «وكأن الفصل يحل المشكلة ويعمل علي علاج أسبابها»، وكان الرهان هنا علي فكرة الترهيب والتخويف، فما كان من الطلاب، إلا أن اعتصموا بالمدينة الجامعية وقاموا بتلك العروض العسكرية المرعبة، ومرة أخري انهالت الصحف علي تجريم ما حدث.
النتيجة: اعتقال ١٨٠ طالباً ممن شاركوا في تلك العروض العسكرية. كل طالب من هؤلاء لديه قناعة ما سياسية أو دينية، يدافع عنها، كان دفاعه خاطئاً، طبقاً لسنه وخبرته ورؤيته، التي غالباً ما تنحصر في الأبيض والأسود، مع الحماس الشديد الذي قد يضعف التفكير الصحيح، لماذا لم يتوجه أساتذة جامعة الأزهر لهؤلاء الطلاب في محاولة للتوعية والإرشاد والتوجيه، أم أن الطالب نبت شيطاني ينمو في بيئة صحراوية؟ طلاب الإخوان المسلمين لديهم دائماً ما نسميه بشكل سياسي «مسؤول»، أين كان هذا المسؤول أثناء تلك العروض العسكرية؟
وسواء كان الأمر استعراضاً أم فقرة تمثيلية كما قيل، الأمر مرفوض في الحالتين. أسوأ ما حدث هو أن يتم اعتقال هؤلاء الطلاب، ليس فقط لأن الامتحانات تبدأ في خلال أسبوع، ولكن أيضاً لأنه لا يجوز اعتقال طالب، أو فصله عقاباً علي أفكاره.
الطالب أمانة في عنق الأستاذ، لا يجوز للأستاذ أن يفرط فيها بأي حال من الأحوال، أتمني أن أستمع لتفسير منطقي من أساتذة جامعة الأزهر، لماذا تركتم أبناءكم يتعرضون لما يحدث لهم الآن؟ أين دوركم في توجيه الطاقة والحماس بشكل إيجابي؟ هل ترون أنه من اللائق استعراض تشكيلات عسكرية في الحرم الجامعي أو المدينة الجامعية؟ بالتأكيد غير لائق، ولكن الاعتقال أيضاً مرفوض وغير مقبول.. عمال وفلاحين وطلبة.. الكل يدفع الثمن، ولا فرق

Wednesday, December 20, 2006

عن "الميلشيلت "الحقيقية


رغم اختلافي معهم الا أنهم يظلون دائما جزءا من ذاكرتي ، انهم زملائي من الاخوان الذين لازلت أذكر هتافاتهم وأناشيدهم طيلة فترة دراستي الجامعية ، كنت أقترب منهم وأبتعد ،أتفق معهم واختلف، تفرقنا الأيدلوجيات والأراء ويجمعنا حب الوطن والرغبة في التغيير ، سررت لما علمت بأمر الاتحاد الطلابي وسعدت بما تم انجازة في جامعتي القديمة عين شمس وقلت في نفسي ها هي جامعتنا التي اشتهرت بأنها "جامعة نايمة"تستيقظ بعد سبات مطالبة باتحاد حر وانتخابات نزيهة ، اما ما حدث في جامعة فيستحق منا جميعا وقفة وتاملا ، فبالطبع أخطأ الطلبة اذين لجأوا الى أسلوب الاستعراض العسكري ولا أعفيهم من المسئولية ولكن السؤال يبقى لماذا انبرى الأمن وادارة الجامعة لمواجهة "الميلشيات" المزعومة؟ في حين لم تثر ميليشيات البلطجية التي اقتحمت جامعة عين شمس حفيظة أحد ؟ ان ابسط تعريف للميليشيا هي ان تكون مسلحة وهو ما يجعل وصف الطلبة بالميليشيا وصفا مضحكا ، فالميليشيا الحقيقية هي تلك الموجودة على أبواب الجامعات والجاهزة لدهس أي تظاهرات للطلبة أيا كانت ،انها ميليشيا الأمن المركزي التي زادت أعداد مجنديه حتى وصلت الى أربعمائة وخمسين ألف شخص فيما وصفه البعض بالجيش الموازي ،ثم ان هذه الاستعراضات -وهو الأهم- روتين معتاد في الجامعات وفي تظاهرات الاخوان وشاهدتها بعيني في تظاهرات التضامن مع الانتفاضة الفلسطينية أعوام 2000و2001 و2002 ولم يعترض الأمن عليها قط، فما الجديد؟ أما الاعلام الرسمي -الذي أثبت حقا انه رسمي 100%فقد انشغل بالسؤال عن شرعية اتحاد الطلبة الحر أو الموازي ولم يسل السؤال الأهم وهو : ما شرعية تزوير الانتخابات وشطب أسماء المرشحين ؟ ما شرعية تدخل الأمن السافر في شئون الجامعة ؟ ما شرعية لائحة 1979 ؟ ما شرعية اعتقال الطلبة من بيوتهم ومن داخل المدينة الجامعية؟
قد كشفت هذه القضية ضمن ما كشفت عن اننا مجتمع منافق وان ازدواجية معاييرنا ا تق عن ازدواجية معايير جورج بوش
اقرأ ما كتبه الأستاذ فهمي هويدي عن الاخوان والتوربيني

Tuesday, December 12, 2006

عدنا والعود أحمد

شهران كاملان غبت فيهما عن هذه المدونة ، أسباب الغياب كثيرة ليس أقلها السفر وليس أكثرها "أكل العيش "شهران تتوالد داخلي رغبات في الكتابة عن أشياء كثيرة ولكني اتراجع عنها بعد التفكير ، حين أطالع معظم ما كتبته على هذه المدونة منذ أنشأتها قبل نحو 7 أشهر اكتشف اني لم أعبر عن نفسي الا في اقل القليل ، كتبت عن قضايا عامة كثيرة : داخلية وخارجية لكني لم اكتب عن ذاتي الا في أضيق الحدود ، لذا أرجو في الفترة القادمة وفي تدويناتي الأتية أن أكون أكثر تعبيرا عن ذاتي التي قد تعجب -بأرائها وأفكارها -البعض وقد لا تعجب البعض الأخر ، لكنها تظل .....ذاتي أنا