Tuesday, March 10, 2009

للسودان لا للبشير


تخيل معي، ماذا لو أن هتلر في نهاية الحرب العالمية الثانية فشل في الانتحار، وانتهى به الحال اسيرا على يد الحلفاء

تخيل ايضا ان هتلر ارسل مع بقية قادته الى نورمبرج ليحاكم على اقترفه من جرائم خلال الحرب

ثم تصور، ماذا لو أن هتلر قبل ان يحاكم ولكن بشرط واحد ، ان يلقى معه في نفس القفص مجرم الحرب الذي القى قنبلة ذرية على رؤوس الالاف من البشر في هيروشيما وناجازاكي!

قفزت هذه الصورة الى ذهني وأنا اتابع قرار محكمة الجنائية الدولية بملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير

اثار هذا الخبر ردتي فعل في عالمنا العربي لا اتفق مع اي منهما

الاولى هللت وفرحت معتبرة ان هذا القرار مقدمة لمحاكمة بقية الطغاة العرب

والثانية بادرت الى الدفاع عن البشير متوحدة مع موقفه

وكلا الرأيين في نظري يجانبان الصواب

فاولا انا واحد من كثيرين يتنمنون ويحلمون باليوم الذي يحاكم فيه طواغيت العرب من المحيط الى الخليج

الا انني اؤمن انهم يجب ان يحاكموا امام شعوبهم وان هذه الشعوب هي التي يجب ان تقتادهم الى قفص الاتهام ، لا ان يقتادهم اليه "مخلص" خارجي

ثانيا لا استطيع ان اقف موقف المدافع عن نظام كنظام الجنرال البشير او اي من "الجنرالات" العرب خصوصا وان كانت مناديا بالديمقراطية في وطني، فهذا تناقض ما بعده تناقض

كما ان نظاما يعتبر ان القانون الدولي "تحت حذائه" لا يستحق الدفاع عنه

الا ان القضية في رأيي ابعد واكبر من شخص البشير ونظامه

فقرار الدولية-وليس لها من اسمها نصيب ، حيث لم توقع على ميثاقا الا عدد محددود من الدول الاعصاء في الامم المتحدة وليس من بينها امريكا واسرائيل بطبيعة الحال- لا علاقة له بالعدالة من قريب او بعيد

فالمدعي العام اوكامبو هو ذاته الذي رفض اكثر من 22 مذكرة رفعتها اليه منظمات حقوقية عربية وغربية على حد سواء لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة لما ارتكبوه في عدوانهم على شعب غزة المحاصرة

وهو ذاته-اوكامبو-الذي رفض مذكرة اخرى مطالبة بملاحقة دونالد رامسفيلد معتبرا ان هذا "ليس من اختصاص المحكمة الجنائية"

وهو موقف مستغرب من قاض ارجنتيني شهد فظائع الحكم العسكري لبلاده (1976-1983)

اللهم الا اذا كان يطبق اجندة قوى اخرى

ان توقيف البشير لا يستهدفه هو كشخص

وانما يستهدف السودان

ثاني اكبر بلد عربي من حيث المساحة

والذي يراد له ان يقسم ويقتت الى دويلات متعددة على الطريقة اليوغسلافية او كما يحدث على ارض العراق اليوم في ظل الاحتلال الامريكي

وان كانت العدالة هي المبتغى ، فلم لا يقف مع البشير في نفس القفص من قتلوا مليون ونصف المليون عراقي على مدى 6 سنوات

والذي انتهكوا ابسط حقوق الانسان في ابو غريب وجوانتانامو وقاعدة باجرام الجوية

لفت ايضا احد الزملاء نظري الى ان البشير ورغم كل اخطائه لم ينعت اهل دارفور باي لفظ عنصري

اما جورج بوش ولدى سؤاله عن عدد القتلى العراقيين عام 2004

قال "انه ما بين 20 الى 30 الفا، اكثر او اقل"

فهل كان بمكن ان يفلت بوش من المحاسبة او حتى المساءلة

لو انه سئل عن القتلى الامريكان وقال

"الفان الى 3000 اكثر او اقل"

!

Sunday, March 08, 2009

سيد الكونين والثقلين

كل عام وانتم جميعا بخير بمناسبة المولد النبوي الشريف
عساه ان يأتي العام القادم وقد نالت الأمة ما تبتغيه وتناضل من اجله من حرية وكرامة وشرف
واليكم بهذه المناسبة واحدة من اروع قصائد المديح في شخص النبي الكريم (صلعم)
من بردة الامام البوصيري
"ومبلغ العلم فيه انه بشر
وانه خير خلق الله كلهم"