Thursday, August 28, 2008

جيش هوليوود


يندر ان تتواجد مؤسسة ما في خيال صناع السينما وتسيطر على إنتاجهم ، كما هو الحال مع المؤسسة العسكرية الأمريكية في أفلام هوليوود.
فوفقا لإحدى الاحصائيات ، فإن المؤسسة العسكرية الأمريكية إما ظهرت مباشرة أو تم تناولها في ما يقرب من خمسين بالمائة من الافلام التي تم إنتاجها في هوليوود منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويمكن أن يعود ذلك الى الدور المتبادل الذي تلعبه كل من المؤسسة العسكرية والسينما في المجتمع الأمريكي، فكلاهما مؤسسة مؤثرة في تكوين الرأي العام وتعبئته تجاه قضية معينة،إضافة الى أن كلا منهما يستفيد من الأخر بشكل أو بأخر.
فقد لعبت السينما دورا هاما في تعبئة الشعب الأمريكي للمجهود الحربي ومساندة القوات خلال الحرب العالمية الثانية وإنتشرت بكثافة الأفلام الدعائية التي تؤيد الجيش الأمريكي الذي كان ، وفقا لهذه الدعاية، يحارب من أجل الحرية ضد الفاشية والنازية.
وبعد ان وضعت الحرب أوزارها، شكلت الحرب العالمية الثانية ودور الجيش الأمريكي فيها مادة خصبة لصناع السينما، وإستمر تناولها في أفلام مختلفة حتى الستينات من القرن العشرين.
وغلب على هذه الأفلام الاعلاء من قيم "البطولة الأمريكية" والجندي الأمريكي الذي يمثل الخير المطلق في مقابل الجندي الذي ينتمي لدول المحور-خاصة الألماني- والذي يمثل الشر المطلق!
إلا ن هناك أفلاما أخرى حاولت تقديم صورة أكثر موضوعية مثل الفيمل الشهير "اليوم الأطول the longest day" الذي تم انتاجه عام 1962 وتقاسم اخراجه كل من أندرو ماتون وكين اناكين وشارك في بطولته مجموعة من نجوم هوليوود مثل شين كونري وريتشارد برتون وغيرهم، وكان واحدا من اضجم الانتاجات في تلك الفترة.
وتناول الفيلم معركة النورماندي الشهيرة من وجهات نظر ثلاث : الجانب الأماني والأمريكي والبريطاني، وعلى عكس الأفلام السابقة ظهر العسكريون الألمان كشخصيات عسكرية محنكة تحاول خوض معركة فرضت عليهم من قبل قادتهم ضد عدو شرس.
إلا أن نقطة التحول في تناول هوليوود للمؤسسة العشكرية كانت حرب فيتنام التي تورطت فيها الولايات المتحدة لما يزيد عن عشرة سنوات، فقد غيرت هذه الحرب الى حد كبير من صورة المقاتل الأمريكي وإنعكس هذا على صورته السينمائية أيضا.
ففي فيلم مثل "صائد الغزلان the deer hunter" عام 1978 والذي قام ببطولته كل من روبرت دي نيرو وكريستوفر والكين وميريل ستريب وغيرهم، سعى المخرج مايكل كيمينو لرصد تأثير الحرب على الجنود العائدين الى مدينة صغيرة في الولايات المتحدة.
ولعلها المرة الأولى التي يظهر فيها الجندي الامريكي لا كمقاتل مغوار، وإنما كشخص ممزق يعاني من أثار نفسية لحرب يشك في شرعيتها كما فقد فيها زملاؤه وإضطر الى قتل مدنيين ابرياء.
وعلى الدرب نفسه سار المخرج اوليفر ستون الذي شارك في حرب فيتنام كجندي وعاد الى بلاده ليقدم ثلاثية سينمائية عن هذه الحرب كان أولها "الفصيلة platoon" عام 1986 ومن خلاله شاهد المتفرج الأمريكي لأول مرة الجوند الأمريكيين في مشاهد تصور تدميرهم المتعمد لقرى فيتنامية وإعتدائهم على الفلاحين البسطاء ، مما غير تمام من الصورة السابقة للجندي الأمريكي.
ثم قدم ستون "مولود في الرابع من تموز born on the fourth of julyط من بطولة توم كروز والذي تناول القصة الحقيقية لجندي يشارك في الحرب ويفقد ساقيه ثم يعود الى الوطن ليتحول لواحد من أبرز مناهضي الحرب ويترعض للقمع والضرب جراء مشاركته في تظاهرات الحركة المعارضة للحرب.
أما الجزء الثالث وهو "الجنة والأرض heaven and earth" فيعود فيه ستون الى فيتنام ليعرض لعلاقة عاطفية بين ضابط أمريكي وفتاة فيتامية وكيفية تأثير الحرب على كل منهما.
ومع مرور الوقت ، سعت هوليوود الى اعادة الصورة القديمة للمقاتل الأمريكي وجاءت فرصة كهذة من خلال حرب الخليج (1990) ، ففي فيلم مثل "شجاعة تحت النيران courage under fire" الذي قامت ببطولته كل من ميج رايان ودينزل واشنطون، يجد المشاهد نفسه وجها لوجه مع كلا الصورتين، فمن ناحية هناك القائدة الأمريكية التي تقاتل دفاعا عن وحدتها حتى تلقى مصرعها وهناك أعضاء الوحدة الذين يتخلون عنها ويكذبون بشان مصيرها.
ويؤكد الفيلم على لسان بطله (دينزل واشنطون ) أن "التكريم الحقيقي لمثل هذه القائدة هو بقول الحقيقة، الحقيقة الكاملة".
ولعل الحرب الحالية في العراق تمثل نموذجا أخر لتعامل السينما مع المؤسسة العسكرية ، فعلى عكس حرب فيتنام التي لم تنتج هوليوود أفلاما عنها الا بعد نهايتها ، سارع صناع السينما ، خاصة المعارضين للحرب، الى تناول الاحتلال ف يكلمن العراق وأفغانستان بعد سنوات معدودة من وقوعهما.
ومن بين هذه الأفلام : فيلم المخرج والممثل روبرت ريدفورد "أسود من أجل الحملانlions for lambs" من بطولة توم كروز وميريل ستريب وروبرت ريدفورد والذي يتناول الحرب الأمريكية على أفغانستان من وجهة نظر صحفية وعضو بالكونجرس وأستاذ جامعي.وفيلم "redacted" للمخرج الكبير برايان دي بالما ، والذي يتناول قصة حقيقة قام فيها جنود أمريكيين باغتصاب مراهقة عراقية لا تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها.كما تم خلال 2007 تصوير أفلام مثل "حرب تشارلي ويلسون" الذي قام ببطولته النجم الحائز على جائزة الأوسكار توم هانكس ويكشف عن حقيقة الدعم الذي قدمته الاستخبارات الأمريكية للمتشددين الأفغان خلال حربهم مع الاتحاد السوفيتي في الثمانينات.وانتهت النجمة الشابة ريس ويذرسبون وهي أيضا من الفائزين بالأوسكار من تصوير فيلمها "الاستسلام" والذي يتناول قضية الترحيل السري الذي تمارسه الاستخبارات الأمريكية مع من تشتبه بصلتهم بقضايا الإرهابأما أبرز أفلام المتعلقة بحرب العراق فهي: "اختفاء جريسgrace is gone" وهو من بطولة النجم جون كيوزاك ، ويتناول قصة أب أمريكي يتلقى خبر مصرع زوجته المجندة في الجيش أثناء خدمتها في العراق، واضطراره لإخبار أطفاله بحقيقة موت أمهم.أما الفيلم الثاني هو "سقوط الملك المحارب" فهو من بطولة توم كروز أيضا وتدور أحداثه حول ضابط في الجيش يقدم استقالته بعد فضيحة تسبب فيها جنوده الذين قاموا عن عمد بإغراق مدني عراقي.وهنالك أيضا فيلم "الحياة في مدينة الزمردimperial life in the emerald city" وهو من بطولة مات ديمون، ويعد التعاون الثاني بينه وبين المخرج روبرت جرين جراس بعد النجاح الكبير الذي لاقاه فيلمهما "Bourne ultimatum" ، وهو الجزء الثالث من ثلاثية Bourne.وتدور أحداث الفيلم حول طبيعة حياة الموظفين والعسكريين الأمريكيين فيما يعرف بالـ"منطقة الخضراء" في قلب بغداد، والتي تضم حوالي ألف موظف أمريكي وتتعرض بشكل مستمر لهجمات المقاومة العراقية.بالإضافة إلى فيلم "وقف الخسارة" وهو من بطولة النجم الشاب رايان فيليبي ويؤدي فيه دور جندي أمريكي يرفض الأوامر الصادرة له من قادته بالعودة للخدمة في العراق لاعتبارات أخلاقية.كما أن فيلم "العودة" للمخرج نيل بيرجر الذي قدم العام الماضي العمل المميز "تحدي السحرة" من بطولة تيم روبنز وراشيل ماك أدامز ومايكل بينا، وتدور أحداثه حول ثلاثة جنود يعودون إلى الولايات المتحدة من العراق ليجدوا بلادهم منقسمة في الأراء حول جدوى الاستمرار في الحرب هناك.وأغلب هذه الأفلام لا تتناول قضية العراق من وجهة نظر سياسية بحتة بقدر ما تركز على الجانب الإنساني منها، فمع تزايد عدد القتلى من الجنود الأمريكيين في العراق، صارت الحرب هناك قضية تهم كل بيت أمريكي

Monday, August 25, 2008

لماذا نجحوا؟


الصور التي بثتها الفضائيات ووكالات الأنباء للمركبين الخشبيين الذين تمكنا من كسر الحصار على قطاع غزة بفضل عزيمة وإرادة النشطاء الذي اخذوا على عاتقهم هذه المهمة تثير الكثير من الشجون

فبقدر ما كان المشهد مبهجا ومؤثرا بقدر ما أصابني كإنسان عربي بالخجل

فلدى تصفحي لموفع الحملة التي أطلقها هولاء النشطاء تحت "عنوان "غزة الحرة" لم أجد بين الأربعين ناشطا-أو قل فدائيا-إسما عربيا واحدا باستثناء بعض الاخوة الفلسطينيين بالطبع من أهل القطاع المحاصر

ضمت القائمة اسماء عدة ومتنوعة ، ضمت المانا وانجليزا بل واسرائيليا واحدا ، ضمت مسلمين ويهودا ومسيحيين ، الا أنها لم تضم عربا

وهنا يبرز السؤال ، لماذا نجح نشطاء الغرب في كسر الحصار بحرا ولم ننجح نحن العرب-الشعوب لا الحكومات بالطبع-من كسره برا؟

دعك من فكرة أنهم ينحدرون في أغلبهم من مجتمعات ديمقراطية ، فهذا أمر مسلم به، إلا أنني أتصور أن الأمر يتجاوز ذلك

سر النجاح في رأيي يكمن في أمرين أولهما أن هولاء النشطاء ينتمون الى مجتمعات تحترم حرية الفرد، وهو ما يفسر أن من بين النشطاء قريبة لتوني بلير وراهبة أمريكية تجاوزت الثمانين ، وهولاء في عرف بعض العرب قد إرتكبوا "قلة أدب" لا تجوز، لكنهم في عرف مجتمعهم مارسوا حقهم، حق ناضل أسلافهم لسنوات لتكريسه وحفظه

السبب الثاني للنجاح هو مفهوم المجتمع المدني، فقد نجحت هذه المحتمعات على مدار قرون عدة من خلق بديل للحكومات، بديل ثابت وقادر على الفعل في حال عجز الحكومات، وهو ما لازال في عالمنا مخلوفا جنينا أخذا في التشكل

فالمتأمل للخلفية التي أتى منها هولاء، سيجد ان أغلبهم ينتمون لجمعية أهلية أو منظمة غير رسمية وهكذا، بعكس مؤسساتنا التي لا تزال تحت سيطرة السلطة وخاضعة لتوجهياتها

خلاصة القول، سنتمكن نحن العرب من كسر الحصار، يوم تكون لدينا نقاباتنا المستقلة القائمة على الانتخاب والاختيار لا التعيين والتزكية وحين نملك مجتمعنا المدني الصلب القادر على مواجهة السلطة مهما كانت درجة غشمها

لذلك فإن النضال في ساحات المصانع وفي شوارع عواصم العرب لا ينفصل أبدا عما فعله شرفاء السفينيتن

فتحية لهم ولأهل غزة

والى لقاء قريب بإذن الله على ارضها

موقع الحملة


Thursday, August 14, 2008

في حضرة محمود درويش


معك

ومن خلال أشعارك

التي أدمنتها مراهقا وشابا

رأبتها قريبة

فلسطين التي أعرفها

بين بيت وأخر

تبدو القدس على مرمى الحجر

وبيارة البرتقال في متناول الكف

رغم أنف

"العابرين في زمان عابر"

معك

نتذكر أن "نحاصر حصارنا"

و"نفكر بغيرنا"

وألا نترك "الحصان وحيدا"

رغم رحيلك

ستقول لنا الأرض أسرارها الدموية

وستتفتح الزهور في شهر أذار

وسنسجل جميعا

أننا عرب

وسيكتب الناس

أنك لم تمت

ولن يقول أحد

"مضى حبنا وإنتهى"

"فحبنا لا يموت"

Saturday, August 02, 2008

إعدام الفرعون


ترى

ما اكثر ما يغضب النظام المصري من الفيلم الايراني إعدام الفرعون؟

ما سر الحرب المقدسة التي أعلنها هذا النظام وكتبته المأجورون وإعلامه التابع على فيلم تسجيلي لم يسمع به أحد؟

هل يكون السبب هو أن الفيلم قال الحقيقة التي سعى هذا النظام من خلال إعلامه الى إخفائها؟

أن بطل الحرب والسلام المزعوم والمسمى بانور السادات لم يكن سوى عميل مأجور للصهاينة والمريكان؟

أن اتفاقية العار المسامة بكامب ديفيد كانت "تحشيشة" من الرئيس المدمن؟

أن خالد الاسلامبولي ورفاقه لم يكونوا لا قتلة ولا مجرمين كما داب الاعلام الساداتي والمباركي على التكرار وإنما تعبيرا صادقا عن ضمير وطن في لحظة معينة؟

أن كف الاسلامبولي هي التي أطلقت الرصاص على صدر الطاغية ولكن يد أمة باسرها هي التي كانت تضغط على الزناد؟

شخصيا، وكمواطن مصري قبل كل شيء،لا أتصور أن صناع الفيلم الايرانيين يستحقون لا لوما ولا تقريعا ، بل يستحقون شكرا خالصا منا كمصريين لأنهم قالوا ما لم نجرؤ على قوله على مدى 30 عاما وأكثر

وأسفي الوحيد أن هذا الفيلم لم يكن من صنع أيدي مصرية

شاهد الفيلم كاملا هنا