Sunday, October 18, 2009

يعيش فينا


في نهاية مسرحيته الاشهر "كاسك يا وطن" يورد الشاعر الراحل محمد الماغوط على لسان شخصيته الاثيرة غوار "دريد لحام" تلك الجملة التي اقف امامها كثيرا "حتى وان تركت الوطن ، فالمشكلة انه...هو الذي لا يتركني ،فهو "مكلبش" بداخلي" كثيرا ما نتصور ان الرحيل هو الحل نرى في السفر مخرجا ومنفذا بابا جديدا للامل وبداية لحياة افضل بعيدا عن وطن فقد ابناؤه معنى الانتماء اليه تماهى لدينا نحن المصريون منذ امد ليس بالقصير النظام مع الوطن، فصرنا نلوم "البلد" ولا نتورع عن سبها في بعض الاحيان صار الهروب هو الحل هو المنفذ الذي سنحظى من خلاله بحياة ، في اقل الاحوال،ادمية ولكن هل هو الحل حقا؟ يرتحل الجسد تاركا ارض الوطن، ولكنه يخلف وراءه روحا هائمة في سمائه منذ لحظة الرحيل بدأ الحنين يتسرب الي اتطلع عبر نافذة الطائرة الى مدينتي من علو شاهق وهي تنام في احضان الليل الدامس الوح لها ، اقبل النافذة مودعا ومعتذرا وتغلبني دمعة لا استطيع منعها يظل الوطن في مكان ما في الذاكرة يابى الرحيل ينشط كلما سمعت لكنة مصرية او صوتا يلقي السلام ابحث كالمحموم عن اخباره ابحث عن بارقة امل في تغيير قادم واتعلق لكل ما من شانه ان يشير الى غد افضل ايها الوطن البعيد تلفظ ابناءك فلا يزدادون الا شوقا اليك وتلقيهم زمرة امسكت بزمام امرك في منافي الارض فتبقى رغم كل شيء مستقرا في وجدان لا نملك تغييره وفي عيون تنتظر ان تتكحل برؤية الاحبة البعيدين ايها الوطن يا مصدر الالم والشوق والحنين يا جامع التناقضات كلها قد لا نعيش فيك ولكنك حتما تعيش فينا