Wednesday, June 25, 2008

تميم البرغوثي: معين الدمع

"زمان هون الأحرار منا

وحكم الأنذال فينا"

Thursday, June 19, 2008

زمن يوسف شاهين


كنت في مقر عملي حين وردنا الخبر

"يوسف شاهين ينقل الى مستشفى بباريس على إثر نزيف في المخ"

وعلى عكس المتوقع في مواجهة خبر كهذا ، وجدت أحد زملائي لا يخفي مشاعر شماتته في المخرج المسن بل ويتمنى له الموت

وحين ذكرته بمبدأ "اللهم لا شماتة" كان رده العجيب أن شاهين "مسيحي" وعلى هذا الأساس فغنها "ما تفرقش"!

أعادني هذا التعليق الى الوراء وانا أتامل الخبر مرة أخرى

وعقدت في خيالي مقارنة بين زمنين

الزمن الذي ينتمي اليه شاهين وزماننا الأن

شاهين المولود لأم يونانية وأب كاثوليكي مصري، نشأ في إسكندرية الثلاينات ، في زمن مصر المنفتحة على البحر وعلى العالم، مصر التي تتقبل الأخر ولا تخشاه ، بل تحتويه وتحتضنه

لخص شاهين ذلك الزمان البعيد ذات مرة حين روى انه حين كان صغيرا كان يذهب مع أمه لشراء حاجيات البيت من تاجر مصري مسلم ثم يمرون على صائغ أرمني لتشتري الأم الحلي ثم يختمون اليوم في متجر تاجر يهودي لشراء ما تبقى من لوازمهم

لم يكن عبثا إذن أن يسعى شاهين لتخليد هذه المرحلة من عمر مصر في رباعية حملت كلها اسم مسقط رأسه الاسكندرية

ولم يكن عبثا أيضا ان يلخض زماننا الحالي، التي ذبحت فيه سكين الطائفية الوطن من الوريد الى الوريد في جملة واحدة "هي فوضى"

وجدت نفسي بشكل تلقائي أسال الله ان يشفي شاهين

إبن النيل وصاحب الأرض والعصفور والاختيار والناصر صلاح الدين

والذي لم يكن يوما "إبنا ضالا"


Monday, June 16, 2008

من خرج من داره


كانت جدتي-رحمها الله-تردد دائما هذا المثل الشعبي "من خرج من داره إتقل مقداره"

ولم تفسر لي يوما ، هل كانت تعني بداره وطنه ام المعنى الضيق وهو باب بيته؟

في الفترة الأخيرة،أصبحت اكثر ميلا للمعني الثاني

ففي وطن كوطننا،وحين تكون مواطنا ضمن دولة تضم 78 مليونا كلهم مثلك شكلا وحالة، تصبح الفردية والتميز مجرد وهم او إحتمال بعيد المنال

وتصبح معرضا للاهانة من اللحظة التي تفتح فيها باب دارك وتتجه نحو الشارع

معرض للمهانة في المواصلات ما بين سائق متعجرف أو راكب ساخط

معرض للمهانة في الشارع، حين يظهر لك فجأة من يسألك عن هويتك ويدقق فيها وفيك في قليل من التساؤل وكثير من الإحتقار

معرض للمهانة في مكان عملك على يد مديرك او زميلك أو حتى...ساعي المكتب

عندها، تصبح أمام إحتمالين

أن تقابل الاهانة بمثلها ، مضحيا بذلك بكل ما نشأت وتربيت عليه

أوأن تلجأ الى خيار أغلب المصريين، العزلة والانطواءوالتعامل مع الجميع بسوء نية مسبق

جدتي الحبيبة أفيديني ،أفادك الله

هل داره هو الوطن أم باب البيت؟