Tuesday, August 07, 2007

دعوا محمدا وشأنه


في بلد مثل الولايات المتحدة، يعتنق الدين الإسلامي يوميا حوالي خمسمائة شخص، لكن هذا لا يسترعي إهتمام أحد ولا يعتبره أحد خبرا ولا تضعه أي جريدة كمانشيت رئيسي أو حتى جانبي

لماذا؟ لأن في الدول التي تحترم مبدأ حرية العقيدة يعتبر إختيار الفرد لديانته حقا طبيعيا بل وبديهيا أيضا لا شأن لأحد فيه سوى للفرد نفسه

فماذا عن أرض المحروسة؟

دعونا نتأمل المشهد، إسلام قبطي يستدعي تظاهرات في الكنائس وإعتكافا للبابا وكلاما عن مؤامرة إسلامية وعلى الجانب الأخر فإن تنصر مسلم أو مسلمة يستدعي هو الأخر رفع قضايا حجر وسؤالا تحت قبة البرلمان ودعاوي قضائية وأيضا-وياللسخرية- كلاما عن مؤامرت قبطية عن تنصير المسلمين

كيف وصلنا إلى هذه الدرجة من إهدار الحريات؟ كيف صار كل طرف مسيحيا كان أو مسلما يرى أن ديانته من الهشاشة بحيث يهددها إعتناق أحد أفرادها لديانة أخرى.

لقد أثبتت قضية محمد حجازي ومن قبلها قضية وفاء قسطنطين وغيرها كثير أننا لا زلنا مجتمعا يحبو في موضوع حرية الإختيار والعقيدة ، مجتمعا لم تدخل بعد كلمة الحرية إلى مفردات قاموسه فصلا عن عقله

أثيتت أننا نعيش في مجتمع الجماعة هي الوصي على الفرد ، تحدد له ديانته وطريقه تفكيره وتوجهه ولا يحق للفرد أن يحلق خارج السرب أو أن يخرج عن طوع الجماعة

أثبتت أننا نعيش في ظل نظام سياسي رغم كل تشدقه بمفاهيم الموطنة والوحدة الوطنية فإنه لا يحترم هذه المفاهيم وهو أول من يتخلى عنها تاركا مهمة حماية المواطن للمسجد والكنيسة

خلاصة القول: دعوا محمدا ووفاء وأمثالهما في حالهم ، فالله نفسه في عليائه قد يكون أرحم بهم منكم يا حماة الدين وأوصياء الفضيلة

"وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"

صدق الله العطيم

5 comments:

Mukhtar Al Azizi said...

الرائع كمان في الموضوع إن البدري رفع قضية علي المحامي بتهمة الإساءة الي الاسلام!!!! جامدة دي صح

أجمل جزء في تدوينتك ويحتاج إلي تفصيل وإسهاب هو الإطار الحاكم للمجتمع هنا وأعني ضياع الفردانية في فضاء هلامي اسمه الجماعة/ الأسرة. الموضوع المطروح لا يجب أن يكون حول مصداقية هذا أو ذاك في اعتناق الدين ولكن يجب أن يكون احترام خصوصية كل فرد واعتباره وصيا علي نفسه ولا يحتاج للأسرة والمجتمع لكي يحددوا له خياراته.

محمود سعيد said...

صحافة توجع الدماغ

مش لاقية حاجة تملأ بيها الصفحات اللى بتبيعها

" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "

المشكلة أن هو هو نفس الجرنان يقعد يكتب نفس اللى انت كاتبه ده وممكن ينشرلك كمان الكلام ده .

كذبة بيسموها الموضوعية والحيادية :-)

mo'men mohamed said...

حسبى الله ونعم الوكيل
أقسم بالله انهم سيحاسبون حسابا عسيرا بما يفعلون
حسبى الله و نعم الوكيل
السلام عليكم

اسلام رفاعى said...

عذرا للتحليق خارج السرب
من اجل رفع الظلم عن المظلومين
ادعوك للمشاركة فى حملة رفع الظلم عن طلاب الاسكندرية المختطفين
التفاصيل بمدونتى

Dalia Ziada said...

ما يحدث على أرض المحروسة أن كل أبنائها أعتبروا انفسهم حراسا عليها فراح كل منهم يفرض رؤيته الخاصة على الجميع و من يرفضها يستحق العقاب، و ربما ذلك هو ما لا يجعلني أستغرب الآن لكما استعرضت وقائع حياتنا المهلهلة، أنظر ببساطة إلى ما فعلته الصحف قبل حكاية محمد حجازي باسابيع قليلة عندما قال مفتي مصر في حوار مع الواشنطن بوست أن حرية اختيار الدين حق مكفول للجميع، قامت الدنيا و لم تقعد و كأنه فعل جريمة لدرجة أن المفتي نفسه راح يحرف في تصريحه "علشان يلم الموضوع" و عندما يأتي الحديث عن الحريات الفردية فالحديث قد يطول، لأن هرم ماسلو للاحتياجات النفسية يثبت بشكل قاطع أننا ما زلنا بعيدين كل البعد عن الحرية المنشودة، نحن شعب لا يمارس حقه في الحياة أصلا فكيف يستطيع أن "يحيا" بحرية؟