Monday, June 25, 2007

فلنتصامن مع محمود بكري


رغم أن المخرج والممثل الفلسطيني محمود بكري يحمل الجنسية الإسرائيلية؛ إلا أنه مهدد اليوم بالسجن بسبب فيلمه التسجيلي "جنين جنين"، حيث تم اتهامه بتشويه صورة الجيش الإسرائيلي. ومن المقرر أن تبدأ محاكمة بكري خلال شهر يوليو/تموز المقبل.
وفي الوقت الذي عرضت فيه أفلام بكري السابقة في صالات السينما في تل أبيب، فإن فيلم "جنين جنين" تم منعه من قبل الحكومة الإسرائيلية، كما رفع مجموعة من جنود الاحتياط دعوى قضائية ضد بكري متهمين إياه بـ"تشويه صورة جيش الدفاع" و"إظهار الجنود والضباط الإسرائيليين في صورة مجرمي حرب"، مطالبين بتعويض مالي قد يصل إلى نصف مليون دولار أمريكي.
وكان بكري قد أخرج فيلمه "جنين جنين" عام 2002 وسعى من خلاله أن يكشف عن حقيقة ما حدث في مخيم جنين في الضفة الغربية في مارس وأبريل من العام نفسه، بعد أن شهد معركة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
ومن خلال مجموعة من الشهادات الحية لسكان المخيم بينهم أطفال، رسم بكري صورة للجرائم التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في المخيم بعد اجتياحه، ومنها هدم منازل الفلسطينيين على رؤوس الأهالي أحيانا، والقتل العشوائي، والاعتقالات، والتدمير الكامل لكافة مرافق المخيم.
وفي حوار أجراه مؤخرا مع إذاعة "الديمقراطية الآن democracy now" الأمريكية المستقلة، قال بكري "أنا ممثل مسرحي بالأساس، ولم أتخيل نفسي يوما صانعا لأفلام تسجيلية، إن ما دفعني لصنع هذا الفيلم هو أنني خلال فترة اجتياح المخيم كنت أقدم عدة مسرحيات، وقمت مع مجموعة من نشطاء السلام العرب واليهود بالتظاهر ضد الاجتياح، وفوجئنا على حاجز جنين العسكري بجندي إسرائيلي يطلق رصاصه علينا، وأصيب زميلي في المسرحية في يده، وهذا ما أثار غضبي وجعلني أتساءل إن كان هذا الجندي يتعامل معنا بهذا الشكل، فكيف سيتعامل مع سكان المخيم؟".
وأضاف "بعد أن تم فك الحصار عن المخيم، تسللت إلى هناك مع مصور وصورت كل شيء بالداخل، صورت البيوت والناس وتحدثت إلى كل من كان يريد أن يحكي قصته، كنت أردد سؤالا واحدا فقط "ماذا حدث؟" وكانت المحصلة هي هذا الفيلم، والذي فوجئت بقرار منعه وشعرت أنني ضحية خيانة".
وعن القضية المرفوعة ضده قال بكري "إنني متفائل رغم احتمال إدانتي، فهولاء الجنود الذين أقاموا القضية ضدي لم يظهروا في فيلمي ولم أذكر أسماءهم ولا أعرفهم، ومن الغريب حقا أنهم صنعوا ثلاثة أفلام للرد على فيلمي، وأذيعت كلها على التلفزيون الإسرائيلي، في حين لا يزال "جنين جنين" ممنوعا من العرض، حتى قناة arte الأوروبية التي تعاقدت معها تراجعت عن عرضه".
وعن شعوره كواحد من عرب 48 قال "كوني واحدا من عرب إسرائيل يعني بالنسبة لي أن أعيش في وطني ولكن على الهامش".
يذكر أن محمود بكري ولد في شمال الجليل ولا يزال يقيم هناك، وبدأ حياته كممثل مسرحي، ثم شارك في فيلم "هاناك" للمخرج الفرنسي كوستا جافراس، كما أخرج عددا من الأفلام كان أبرزها "وراء الأسوار"، و"1948"، وآخر أفلامه بعنوان "منذ أن رحلت" وهو عبارة عن حوار مطول يجريه المخرج مع صديقه الكاتب الفلسطيني الراحل إميل حبيبي.

No comments: