Tuesday, June 12, 2007

دماء الفلوجة على خشبة المسرح البريطاني


شكل حصار مدينة الفلوجة العراقية واحدا من أكبر انتهاكات حقوق الإنسان في العصر الحديث؛ حيث قامت القوات الأمريكية بخرق ما يزيد عن 70 مادة من مواد اتفاقيات جنيف الأربعة.
بهذه العبارة تبدأ مسرحية "الفلوجة" التي قدمت على مسرح أي سي إيه بمدينة ليفربول الإنجليزية، في الفترة من الأول من مايو إلى الثاني من يونيو الجاري.
وقام ببطولتها مجموعة من نجوم المسرح البريطاني، مثل هارييت والتر وإيموجين ستابس والفرنسية إيرن جاكوب.
وتعتمد المسرحية بشكل أساسي على مجموعة من الشهادات ممن عاصروا حصار المدينة في عام 2004، والتي قام بجمعها فريق العمل في المسرحية وتصنيفها في شكل المونولوج المسرحي.
ومن خلال هذه الشهادات يروي الجنود الأمريكيون عما حدث في الفلوجة، وتتصاعد مشاعرهم من اللامبالاة إلى الغضب إلى الخوف، فهم دخلوا المعركة في البداية وهم لا يبالون بالمدنيين العراقيين، وعلى استعداد لقتل أي منهم، بل إن البعض منهم يستنكر أن يكون مطالبا بإسعاف الجرحى العراقيين، حيث يقول قائد إحدى الفرق "لماذا أسعف شخصا كان يحاول قتل رجالي".
ولكن حين يرى هولاء الجنود الكلفة الإنسانية المرتفعة للحرب والمتمثلة في عدد كبير من الضحايا الأبرياء بينهم نساء وأطفال، يبدؤون في مراجعة قناعتهم بالحرب، ويقول أحد الجنود: "ما مقدار الدم الذي يمكن أن ينزف من جسد الإنسان؟ أشعر وكأن هذا البلد بأكمله ينزف، ولن تستطيع مياه الخليج كلها أن تغسل هذا الدم".
وبالتدريج يتحول غضب الجنود من المسلحين العراقيين إلى قادتهم وحكومتهم، فهم لا ينزلون -كما يقول أحد الجنود- إلى أرض المعركة أبدا ويديرونها بالكامل من الجو، ولا يشعرون بمعاناة الجندي البسيط والتي تزيد مع قرارات تمديد بقائهم في العراق، ولا يقولون للجنود في المقابل سوى العبارة المعتادة "فليبارككم الرب"، وهو ما يسخر منه جندي قائلا "ومتى قال المسيح إن من حقنا أن نقتل الآخرين".
اعتمدت المسرحية على النقل الحرفي لكافة الشهادات التي تمت والتأكد من صحتها مما أضفى عليها جوا من المصداقية، وساعدها على ذلك أيضا الموسيقى المؤثرة التي أعدها الموسيقي نيتين سوهني.
وبعد انتهاء عرضها في بريطانيا، تخطط أسرة العمل لعرضها في جولة في عدة دول أوروبية، وليس من المعروف بعد إذا كانت المسرحية ستحظى بفرصة عرض في الولايات المتحدة أم لا

No comments: