Sunday, June 03, 2007

غنيوة للطير


نظمت الجمعية المصرية لمؤلفي السيناريو عرضا خاصا بمركز الثقافة السينمائية في القاهرة للفيلم الروائي القصير "غنيوة للطير"، للمخرج والسيناريست الشاب عطية الدرديري، وبطولة الفنانة فردوس عبد الحميد، والفنان مدحت فوزي، ومجموعة من الممثلين الشبان: أجفان وفاطمة السردي وشهاب إبراهيم.
ويروي الفيلم الذي تدور أحداثه في قرية نائية بصعيد مصر، قصة أم "فردوس عبد الحميد" التي تعيش مع زوجة ابنها الشابة "أجفان"، بعد أن هاجر ولدها للعمل في الخارج، ويغيب الابن لأكثر من 13 عاما، وتنقطع أخباره عن أمه وزوجته، ويختلف أهل القرية حول ما حدث له وفي أي بلد هو، هل هو في العراق أم إيران أم السعودية، أم أنه قد عبر البحر إلى أوروبا وأمريكا، بل إنهم يختلفون حتى حول مصيره، إذا كان حيا أم ميتا.
وفي حين تتمسك الأم بإيمان عميق أن الابن عائد لا محالة، تضعف الزوجة التي لم تقض مع زوجها سوى عشرين يوما، وتستجيب تدريجيا لإغواءات الجار "مدحت فوزي" وتعده باللقاء في الليل، ولكن المفاجأة أن الابن يعود في نفس الليلة لتنتهي أحداث الفيلم نهاية مأساوية للغاية

وقال المخرج عطية الدرديري إن فكرة الفيلم جاءته من حكايات كان يسمعها في طفولته في القرية التي نشأ بها من البدو، وكانت تتعلق بأب يتسبب في هلاك ابنه، وقد عاشت هذه القصة معه فترة طويلة، وفكر في تحويلها إلى فيلم سينمائي؛ لأنه وجد الفكرة جذابة للغاية وتراجيدية في نفس الوقت، فأكثر الأشياء تراجيدية في حياة الإنسان هي أن يسعى جاهدا وراء هدف طوال حياته ثم يضيعه بيديه.
ويضيف "ما قدمته في الفيلم ليس جوا أسطوريا كما ذهب البعض، بل هو الواقع في هذه المنطقة من أرض مصر، إن الواقع المعاش في الصعيد مرتبط ارتباطا وثيقا بالأساطير والأفكار القبلية والدينية المختلطة ببعضها البعض، ولكن الناس في العاصمة والمدن لا تشعر بها؛ لأن أغلب الفنون المقدمة هي فنون المدينة، أما الصعيد فمغيب، لذلك كتبت الفيلم بلهجة هولاء الناس كما هي، وهو ما أضفى عليه عنصر المصداقية، فأنا مع الصدق في التقديم وضد ما أسميه بوضع الفن في صيغة "المعرض"، كأن نأتي بشخص من القاهرة ونلبسه زيا صعيديا، وتكون النتيجة شيئا زائفا".
وأشاد الدرديري ببطلة فيلمه فردوس عبد الحميد قائلا "إن وجودها معي في التصوير كان إضافة مهمة جدا للفيلم، فبنية الفيلم قائمة على الأداء التقليدي "بداية-وسط-نهاية"، ولهذا كنت أحتاج إلى ممثلين أقوياء يقوم أداؤهم على تدفق المشاعر، وهو ما تحقق في فردوس عبد الحميد، فهي الأم القوية المتماسكة، ولكن في داخلها نقطة ضعف هي تعلقها الشديد بحلم عودة ابنها، وقد وصل التفاهم بيننا إلى حد أنني لم أحتج أبدا إلى الإعادة في مشاهدها".
وعن أعماله المقبلة يقول "أنجزت فيلما تسجيليا بعنوان "دهب تأملات في الأرض والبشر"، وهو عن مدينة دهب الواقعة في جنوب سيناء، كما انتهيت من كتابة سيناريو فيلم "السفاح" مع الزميل خالد الصاوي ومن إخراج محمد أنيس، بالإضافة إلى مسلسل من تأليفي وإخراج المخرج محمد فاضل

No comments: