Monday, May 21, 2007

الأيقونة


حين وقعت هزيمة عام 1967 ، كانت بالنسبة للكثيرين من المبدعين العرب دافعا لليأس والإحباط ، ولكنها بالنسبة إلى قسم أخر من المبدعين كانت دافعا إضافيا للمقاومة ، ومن هولاء كان ناجي العلي ، فنان الكاريكتير الفلسطيني.
ألهمت نكسة 1967 ناجي العلي شخصية حنظلة الكاريكتيرية ، شخصية أرادها رمزا لكل المضطهدين والمشردين في العالم، رسم العلي حنظلة في صورة طفل فلسطيني مشرد ممزق الثياب يعقد يديه خلف ظهره بإستمرار علامة على الثورة أو الرفض الدائمين ،إضافة الى أن القارى لا يرى وجه حنظلة أبدا وهو ما فسره العلي بقوله :"منذ أن خرج هذا الطفل من فلسطين عام 1948 وهو ينظر إليها ، ولن تستطيع أن ترى وجهه إلا إذا نظرت معه في نفس الإتجاه".
وعلى مدى عشرين عاما كاملة لم تعرف شخصية كاريكتورية إستمرار كالذي عرفه حنظلة ،فقد تحول-كما وصفه العلي- إلى "أيقونة" للثورة وصار صورته توضع على قلادات الفتيات في الأراضي المحتلة ، بل إن أيقونة حنظلة إستمرت حتى بعد رحيل صاحبه ناجي العلي عام 1987 .
حول هذه الأيقونة ،تدور أحداث الفيلم التسجيلي "الأيقونة" للمخرجة هناء الرملي، وهناء الرملي شابة فلسطينية تدير موقعا يحمل إسمها على شبكة الإنترنت بالإضافة الى تأسيسها لموقع يحمل إسم الفنان ناجي العلي وسعت فيه إلى جمع كافة رسوم الفنان الراحل إضافة إلى مقالات نقدية تتناول فنه وحياته.
لكن هناء الرملي إلى ما هو أبعد من ذلك وقررت إخراج فيلم يكون "حنظلة" ناجي العلي هو موضوعه ومحوره الأساسي .
ولم تكتفي هناء بدور المخرجة بل حملت على عاتقها إنجاز كافة عناصر الفيلم مثل التصوير والمونتاج إضافة إلى تصميمها للرسوم المتحركة والتي إستخدمت فيها رسوم العلي بشكل مكثف.
وخلال تسع دقائق هي مدة هذا الفيلم القصير تعرض المخرجة مجموعة من الحوارات مع شخصيات فلسطينية من خلفيات وتيارات مختلفة (طبيب-صحفي-عاملة إجتماعية-موظف....إلخ) يجمعهم كلهم تمسكهم بالأيقونة لأسباب متنوعة ، مثل الصائغ الذي يشير إلى أن قلادة وميدالية حنظلة هي الأكثر طلبا لديه والشاب الذي يضع حنظلة وشما على ذراعه ، وفي لقطة ذات دلالة يظهر حنظلة أمام البيت الأبيض بواشنطون حيث وضعه متظاهرون أمام السور خلال تظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني .
تمكنت المخرجة بفضل مونتاج رشيق للغاية من ضبط الايقاع العام للفيلم وأضافت الرسوم المتحركة الملونة إلى كاريكتير ناجي العلي ولم تنتقص منها كما لخصت أغنية سميح شقير"لو رحل صوتي" التي كتب ناجي العلي كلماتها ونسمعها بصوت الفلسطينية تيريز سليمان ما سعى الفيلم لقوله بلغة الصورة :
"لو رحل صوتي
ما بترحل حناجركم
لو راح المغني بتظل الأغاني

لتحميل الفيلم إضغط هنا


"

2 comments:

عباس العبد said...

شكرا جدا على الهدية الجميلة دى

spellz said...

هروح اتفرج عل الفيلم
تصدق انا دائمآ كنت بسأل هو لي حنظلة واقف بظهره