الى كل الزملاء والأصدقاء الذين ظلوا يسألونني عنه باستنكار في أغلب الأحيان وبنوع من الاتهام في أحيان أخرى ، أجيب أخيرا على سؤالكم المحموم : نعم ، انا مع صدام حسين , نعم شاركت في تأبينه ونعم قرأت له الفاتحة وقبل أن تسألني أسئلة هي في الواقع ادانات من نوعية "كيف تقرأ الفاتحة على قاتل ؟ او كيف تشارك في تأبين مجرم؟" اقول لك وبالفم الملأن اني لست بحاجة اليك لكي تذكرني بجرائم صدام حسين ، انا اعرفها وادينها قبل غيري ، كنت الوحيد الذي يعارضه علنا وسط من كانوا يعتبرونه "بطلا من ابطال الأمة العربية"، كنت اعارض الهتافات والشعارات التي تمجده حتى حين كانت القنابل تنهمر عى بغداد ، لكني اليوم معه ، مع صدام الأسير الذي واجه جلاديه غير عابى ، الى صدام الذي بقي ثابتا على حبل المشنقة رافضا تغطية وجهه في حين تخفى شانقوه وراء اقنعتهم السوداء وكأنهم يخشونه ، مع لحظة الكرامة التي سجلها صدام على حبل مشنقته لأمة تذل في كل لحظة عى يد حكامها فبل أعدائها، ولمن يلومني مستندا اى مرجعية دينية اقول: ان الحديث الشريف يروي قصة الرجل الذي دخل الجنة في كلب رواه من الظمأ ، فان كان الله يحتسب ارواء كلب فلم نستبعد ان يحتسب لرجل وقفة ثبات وكرامة في لحظاته الأخيرة ، الحكم الديني على صدام من نوعية هتافات "الى جهنم"لا يعنيني ، فهو بين يدي الرحمن الأن ولا نزكيه على الله ولكن ان كنتم حقا تؤمنون بالعدالة اتي تتغنون بها ليل نهار فلا تلوموني في موقف اتخذته بل اسألوا انفسكم هل العدالة التي ترتضيها شرائع الأرض والسماء ان يعدم صدام لقتله 138 مواطنا عراقيا ويترك من قتل 665 الف عراقي خلال اقل من اربعة اعوام دون عقاب؟
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment