Thursday, August 10, 2006

زهقت


لا أخفيكم انني تعبت، تعبت وسئمت وزهقت!جزء من عملي أن اتابع تغطية الصحافة العربية لما يحدث في لبنان،خاصة صفحات المقالات والرأي ،تصريحات حكامنا الأفاضل لم تعد تثير أي دهشه أو حتى تقزز ، صارت جزءا من معرفتنا بهم ومعرفتهم بنا، حتى كتابات ما يسمى بالنخبة العربية لم تعد مفاجئة ، تلك التي تهجو المقاومة وتتفوق على الاسرائيلين في الحديث عن المصير الأسود الذي ينتظرها وتبشرنا بالهزائم ونحن نرى النصر بأم أعيننا ، حتى هنا ولا شي يثير الدهشة ولا المفاجأة ولكن المؤلم أن تتسرب هذه الروح الينا فأجدها لدى قسم لا يستهان به من الزملاء ومن أصدقائي المدونين ، أحد الزملاء يستكثر علينا ان نرفع رايات حزب الله في التظاهرات معتبرا أنها "راية طائفية" وزميل اخر يعلن صراحة على مدونته أن لا يؤمن ب"فلسفة النصر" أو مجرد الحديث عنها
يتعمق احساسي يوما بعد يوم بأننا امة تغلغلت فيها ثقافة الهزيمة بحيث لم تعد تؤمن بالقدرة على الانتصار حتى لو رأته أمام عينيها ، أمة قنطت من نصر الله فضلا عن رحمته،وهذا هو اخطر ما قد يصيب روح اي أمة ، فما لم تستطيع اسرائيل تحقيقه في أعقاب حرب 1967 تمكنت من تحقيقه-وياللمفارقة-بعد حرب 1973 حين زرع فينا حكامنا أنها أخر الحروب وأننا لا نستطيع مواجهة العدو مرة أخرى وأن "99% من أوراق اللعبة في يد أميركا
منذ ذلك الحين سكنت الهزيمة عقولنا وبتنا نصدق اكثر من الصهاينة أساطيرهم عن جيش لا يقهر ومخابرات لا تخترق وبتنا نشكك في أي انجاز في مواجهتهم ، لذلك يزعجنا جدا ويؤلمنا جدا وجود هذا الحزب الصغير المسمى ب"حزب الله"لأنه يكشف لنا عجزنا ، يدحض ما امنا به من أساطير ،يكشف لنا أن النصر ممكن ، فقط ان أمنا به
اعذروني يا سادة فلن أشارككم يأسكم وقنوطكم ، فجنوني يأبى الا أن أتمسك ببقية من ايمان ، ايمان بهذه الأمة وبشعوبها الحية وبقدرتها على النهوض من تحت الركام،وحين ينقشع غبار المعركة باذن الله سندرك أينا كان أكثر "واقعية"

No comments: