الصور التي بثتها الفضائيات ووكالات الأنباء للمركبين الخشبيين الذين تمكنا من كسر الحصار على قطاع غزة بفضل عزيمة وإرادة النشطاء الذي اخذوا على عاتقهم هذه المهمة تثير الكثير من الشجون
فبقدر ما كان المشهد مبهجا ومؤثرا بقدر ما أصابني كإنسان عربي بالخجل
فلدى تصفحي لموفع الحملة التي أطلقها هولاء النشطاء تحت "عنوان "غزة الحرة" لم أجد بين الأربعين ناشطا-أو قل فدائيا-إسما عربيا واحدا باستثناء بعض الاخوة الفلسطينيين بالطبع من أهل القطاع المحاصر
ضمت القائمة اسماء عدة ومتنوعة ، ضمت المانا وانجليزا بل واسرائيليا واحدا ، ضمت مسلمين ويهودا ومسيحيين ، الا أنها لم تضم عربا
وهنا يبرز السؤال ، لماذا نجح نشطاء الغرب في كسر الحصار بحرا ولم ننجح نحن العرب-الشعوب لا الحكومات بالطبع-من كسره برا؟
دعك من فكرة أنهم ينحدرون في أغلبهم من مجتمعات ديمقراطية ، فهذا أمر مسلم به، إلا أنني أتصور أن الأمر يتجاوز ذلك
سر النجاح في رأيي يكمن في أمرين أولهما أن هولاء النشطاء ينتمون الى مجتمعات تحترم حرية الفرد، وهو ما يفسر أن من بين النشطاء قريبة لتوني بلير وراهبة أمريكية تجاوزت الثمانين ، وهولاء في عرف بعض العرب قد إرتكبوا "قلة أدب" لا تجوز، لكنهم في عرف مجتمعهم مارسوا حقهم، حق ناضل أسلافهم لسنوات لتكريسه وحفظه
السبب الثاني للنجاح هو مفهوم المجتمع المدني، فقد نجحت هذه المحتمعات على مدار قرون عدة من خلق بديل للحكومات، بديل ثابت وقادر على الفعل في حال عجز الحكومات، وهو ما لازال في عالمنا مخلوفا جنينا أخذا في التشكل
فالمتأمل للخلفية التي أتى منها هولاء، سيجد ان أغلبهم ينتمون لجمعية أهلية أو منظمة غير رسمية وهكذا، بعكس مؤسساتنا التي لا تزال تحت سيطرة السلطة وخاضعة لتوجهياتها
خلاصة القول، سنتمكن نحن العرب من كسر الحصار، يوم تكون لدينا نقاباتنا المستقلة القائمة على الانتخاب والاختيار لا التعيين والتزكية وحين نملك مجتمعنا المدني الصلب القادر على مواجهة السلطة مهما كانت درجة غشمها
لذلك فإن النضال في ساحات المصانع وفي شوارع عواصم العرب لا ينفصل أبدا عما فعله شرفاء السفينيتن
فتحية لهم ولأهل غزة
والى لقاء قريب بإذن الله على ارضها
موقع الحملة
3 comments:
اوافقك تماما
مأساتنا ان التعبير عن الرأى او ممارسه الحقوق الدستوريه صار تهور وممكن تروح ورا الشمس
الف تحيه لهم
للأسف أظن أن تفسيرك جانبه الصواب ، وأظنه جلداً للذات
الأمر لا علاقة له بالمجتمعات الديقراطية
لأن المجتمعات لا تكون ديمقراطية ببساطة ، الأنظمة هى اللى تكون ديمقراطية أو إستبدادية
ومسألة أن المجتمعات الغربية تحترم حرية الفرد ، بينما يبدو من كلامك أن المجتمعات العربية لا تحترمها
لأن متيهالى لو زوجة رئيس وزراء مصر السابق ، أو راهبة مصرية عندها 80 سنة طلعت فى سفينة لغزة ، محدش هيزعل منها ، اللهم إلا حبيب العادلى
إن تكلمنا عن المجتمعات وأظن كلامى مش هايكون إفتراضات ، هيكون وقائع
مجتمعاتنا متعاطفة معنوياً ، لكنها عملياً مثلاً لا تمتلك زمام المبادرة بأى شىء ، حتى فيما يخصها
وبرضه مش هافترض ، وهاديلك مثال شوفته بعينى
فى أيام كسر الحدود مع مصر ، كان الميكروباص العريش - رفح اللى كان بـ 3 جنيه
بسبب الأيام المفترجة السواق قال 5 جنيه ، واللى مش عاجبه ينزل ، ومفيش عربية غيره فى الموقف
كل الفلسطينين نزلوا وبدل طقم الركاب بطقم مصرى ، دفع الـ 5 جنيه بأدب
ده حتى كان فى مجند غلبان معاهوش غير 3 جنيه ، طلب من حد من الركاب يكمل له الـ 5 جنيه
بكل بساطة إحنا بنقبل الإستغلال ، ولا نبادر ضده بأى فعل
المشكلة فى إستبداد أنظمة ، وثقافة خنوع إجتماعية
بالمناسبة حتى الفلسطينين اللى على المركب إما معاهم جنسية أمريكية أو صهيونية أو بريطانية (مزدوجى الجنسية)
ياباشا فيه نقطه تانية
إنهم ماخافوا علي حياتهم
مثل الكثير مننا
وتحدوا المخاطر ومشيو وسط حقل ألغام
تحدوا إراده العالم ووقفوا مجتمعين جميعا مع إختلاف أفكارهم وأصولهم
بعكسنا فنحن إتصدمت إن فيه ناس رافضه تنسق مع الإخوان حتي في موضوع فلسطين
وإن فيه ناس بتتخانق مع بعضها لما تيجي سيره شغل لفلسطين
همه نجحوا بالرغم من إنهم قله لأنهم وقفوا جسد واحد
أما نحن
فأجساد مترميه في كل مكان
Post a Comment