رغم ابتعادي بالأف الأميال عن أرض الوطن
ورغم ابتعادي لنحو شهر عن التدوين
الا ان لا هذا ولا ذاك منعني من متابعة اخيار المحروسة اولا باول عبر الانترنت والصحف
وكان أول ملاخظاتي هي التالية
بعض المواقع الاخبارية تتيح للقاريء فرصة التعليق على مضمون الخبر
وبشكل ما، اتصور ان هذه التعليقات تصلح كمقياس لظاهرة اراها تتسع يوما بعد يوم وتمتد بامتداد الوطن
وهنا بضع امثلة
الخبر الأول كان عن اول قضية تحرش جنسي في مصر والتي صدر الحكم فيها لصالخ الفتاة التي رفعتها وحكم على المتحرش بالسجن ثلاث سنوات
الى هنا والخبر عادي ولكن التعليقات اسفل نص الخبر لم تخلو من تحميل الفتاة مسؤولية التحرش بها لأن ملابسها على حد تعبير المعلقين "غير لائقة"!
الخبر الثاني كان حوارا مع الفنان عادل امام وجاء فيه عبارة على لسانه "اشعر انني سادخل الجنة"
وانهالت التعليقات على هذه الجملة بداية من استنكروا مجرد ان ترد على لشان ممثل الى الذين اعتبروا انها بمثابة "عشم ابليس في الجنة"!
ان كان من شيء تكشفه هذه التعليقات وغيرها فهي العقلية التي باتت تتحكم في طريقة تفكير اغلب ابناء المحروسة اليوم
وهي نتيجة طبيعية لخطاب ديني يرعاه نظام قمعي فاسد
خظاب يحتقر المرأة ويحط من قدرها الى مجرد جسد ويحملها وهي الضحية ذنب الجاني والمغتصب
خظاب يحتكر الحقيقة كما يرى انه يحتكر مفاتيح الفردوس والجحيم
وان من شئ اخر تثبته
فهو ان معركة بني وطني معركة مزدوجة
معركة ضد النظام القابع على صدرهم لأكثر من ربع قرن
ومعركة ضد فكر ظلامي لا يقود الى اي نهضة او تقدم
بل يكرس وضع الأمة الحالي
وما هي عليه من جمود وتبعية
No comments:
Post a Comment