Monday, June 16, 2008

من خرج من داره


كانت جدتي-رحمها الله-تردد دائما هذا المثل الشعبي "من خرج من داره إتقل مقداره"

ولم تفسر لي يوما ، هل كانت تعني بداره وطنه ام المعنى الضيق وهو باب بيته؟

في الفترة الأخيرة،أصبحت اكثر ميلا للمعني الثاني

ففي وطن كوطننا،وحين تكون مواطنا ضمن دولة تضم 78 مليونا كلهم مثلك شكلا وحالة، تصبح الفردية والتميز مجرد وهم او إحتمال بعيد المنال

وتصبح معرضا للاهانة من اللحظة التي تفتح فيها باب دارك وتتجه نحو الشارع

معرض للمهانة في المواصلات ما بين سائق متعجرف أو راكب ساخط

معرض للمهانة في الشارع، حين يظهر لك فجأة من يسألك عن هويتك ويدقق فيها وفيك في قليل من التساؤل وكثير من الإحتقار

معرض للمهانة في مكان عملك على يد مديرك او زميلك أو حتى...ساعي المكتب

عندها، تصبح أمام إحتمالين

أن تقابل الاهانة بمثلها ، مضحيا بذلك بكل ما نشأت وتربيت عليه

أوأن تلجأ الى خيار أغلب المصريين، العزلة والانطواءوالتعامل مع الجميع بسوء نية مسبق

جدتي الحبيبة أفيديني ،أفادك الله

هل داره هو الوطن أم باب البيت؟

7 comments:

mohra said...

اليوم بالذات كنت اتكلم فى نفس الموضوع و انهيت كلامى "و بتسألونى عايزه اسيب الشغل ليه؟؟"
نقطه ممتازه
تحياتى

foxamr said...
This comment has been removed by the author.
foxamr said...

اعتقد ان داره في باب بيته لان انت لو خرجت من مصر بالعكس هايزيد مقدارك و تتقدر من ناس كويسة

اما حكاية الاهانة و ترد عليها ازاي فانا من رايي انك تقابل الاهانة بالاهانة او كما قال انيس منصور
اذا سخر منك الناس فاسخر منهم فالدنيا مسخرة

و سوري علي اد مقاس الشوز بتاعك تقدر تحط الناس تحتيها
سوري في التعبير دي بس ماتسمحش لحد انه يهينك مهما كان هو مين

تايه في وسط البلد said...

لمحة قديرة يا عصفور

والحيرة هي الجزاء الاوفي

بل اننا حتي نحتار لو اخترنا الانطواء والعزلة لمخالفته حكمة خلق الانسان علي الارض

رأيي المتواضع بعدما عانيت من كل هذا ان انحو دوما نحو من يشبهني

مدونتك واسلوبك رائع بجد

تحياتي ودمت بخير

EGYPT EYES said...

الغربه اصبحت مرادف للوطن ياصديقي
تحياتي

لاجئ الى متى said...

أكاد أقسم انه في هذا الزمن البغيض اصبح المعنى يدل على باب غرفتك الضيقة
احترنا يا وطن في هالمعاني المتناقضة

mado said...

احيك علي البوست الجميل.كلام موجز بس في الصميم.فعلا الواحد مجرد ما يخرج من الباب بيتقل مقداره.الناس مش طايقه بعضها مله متحفز للتاني.فعلا في الموصلات بالذات الحكاية دي بتبان.السواق بيتعامنل مع الركاب علي انهم عبيد عنده وتحت امره.دي مشكلة موجوده في مصر كلها.السلطة والتحكم الموظف الصغير بيتحكم في الناس.علشان يفرض سلطته.ودا نتيجة جو القهر الي الناس عيشاه.كله بيمارس القهر علي التاني .اصبح الخروج من البيت معركة لازم الواحد يستعد ليها