Thursday, April 09, 2009

هوامش يوم الغضب


بعد ان انقشع الغبار ، اتصور انه حان القوت لاكتب بعض الهوامش، او قل الملاحظات، التي خططتها عن يوم الغضب الذي صادف السادس من أبريل 2009

-ان الحديث عن "فشل" اليوم قول يفتقر للصحة ويدخل في باب تثبيط الهمم الذي لا يجوز أن يصدر عمن ينتمون الى ما يسمى بحركات التغيير ، كما أن الحديث عن "نجاح " اليوم ايضا يدخل في باب خداع الذات ورفض الاعتراف بالاخطاء

-من المحزن حقا بعض الاصوات التي ترتفع هنا وهناك والتي تحاول أن "تجرم" محاولة الشباب في حد ذاتها ، لمجرد أنها لم تأتي بالنتائج التي كان يرجوها البعض ، فمن حق كل جيل ان يجرب ، ولن نصل الى ما نأمله لهذا الوطن دون ان نجرب وفنصيب ونخطأ ونسير فنتعثر وننهض ،وليس من حق احد المصادرة على حق الاخرين في المحاولة

-اثبتت التجربة أن التغيير الذي نحلم به على ارض مصر ، لا ولم ولن يكون تحركا نخبويا ، يحركه حفنة من المثقفين في القاهرة، التغيير القادم ، او قل النار القادمة ، ستأتي من اماكن كان يستخف بها البعض حتى وقت قريب، ستأتي من اكشاك الصفيح المسماة بالعشوائيات ومن كفاح ونضالات العمال والموظفين، من تلك النضالات اليومية البسيطة التي نراها كقطرات المطر المتفرقة هنا وهناك ، والتي لا يلزمها الا ان تجد من يستطيع تجميعها في مركب واحد جامع ، لتكون سيلا يجرف الطغاة في طريقه

-اثبتت التجربة ايضا ان اي تحرك يستثني الحركة العمالية وينشد التغيير دونها ، لن يكتب له النجاح، فهو اشبه برأس يسير دون جسد يحمله أو كحركة تسير بدون من يحملها اذا صح التعبير، وكان خطأ الشباب القاتل في يوم الغضب ان أهملوا العمال الذي صنعوا هذا اليوم في الاصل، ولذا جاء بدون مشاركتهم ، فافتقد الكثير

-كذلك، لا اتصور انه يمكن الحركة العمالية ان تنفصل عن نخبة سياسية ما، تستطيع ترجمة نضالاتها الى مكتسبات فئوية ثابتة ، والاهم هو أن تجمع في مطلبين اتصور انهما الاهم في هذه المرحلة : حد ادنى للاجور والحق في اقامة نقابات مستقلة

-اثبتت الحركة الطلابية ان كانت ولازالت وستظل مقياسا للغضب في هذا الوطن ، وان لديها القدرة على الانبعاث مهما طال تجاهلها أو الاستهانة بها، الطلاب قد لا يكونون -بالضرورة - قاطرة التغيير القادمة ولكنهم لاريب سيكونون في الطليعة

-اصاب الشباب حين طرحوا مطالب حياتية بحتة بعيدا عن المطالب السياسية التي لا يفهمها المواطن العادي ولا تهمه كثيرا

وتبقى المهمة الاساسية هي اتحويل ما يسمى بال"نضال الاليكتروني" الى نضال حقيقي على ارض الواقع ، قالتكنولوجيا قد تحشد وقد توصل النداء ، الا ان لا يمكن ان تكون كفيلا بانجاح فكرة ما مهما كانت درجة الاخلاص

ان التغيير لا يحتاج الى "قاعدة بيانات"، انه يحتاج الى قاعدة شعبية تجمعها مطالب واحدة واجندة واضحة موحدة

وخلاصة القول: قد يكون السادس من ابريل 2009 خطوة تعثر البعض وهو يخطوها ، لكنها ولا ريب

خطوة على الطريق الصحيح

4 comments:

ومازلتُ أتعلم said...

كلام مظبوط جداً
وأدينا بنتعلم من التجارب ديه
ونشوف هنقدر نصلح البلد ديه إزاى

تحياتى أخى

تايه في وسط البلد said...

اه كل كلامك مصحيح فعلا

قد أزيد ايضا ان معياري ( النجاح ) و (الفشل )قد لا يكون صحيحا استخدامهم في مثل هذه الاحوال فقادة الاضراب اول من يعرف ان لا توجد نتيجة فورية مرجوة

انما الهدف الاساسي من الاضراب هو توليد شرارة احتجاج قوية تبهر أعين المتهاونين وتنبههم الي انه الطريق من هنا وفي نفس الوقت بلاغ الي السلطة بحالة الفراق السائدة بينها وبين الشعب

وبم ان الهدف تحقق في العام الماضي والساري وبم ان السلطة جابهت الاعتراض بقوة وبم ان عدوي الاحتجاج تفشت في فئات المجتمع فمن يتحدث عن النجاح او الفشل كأنها الثانوية العامة ألدور الاول او التحسين؟

الموضوع اكبر من هذا بكثير

تحياتي

الدرعمي said...

السلام عليكم .. كلام كويس بس ما أظنش إن الخطوات القادمة أقل تعثرا فمصر دولة إن لم تنجح فيها من أول مرة كتب عليك الفشل إلى أبد الآبدين لأن الدولة تجيد تفكيك أي فريق يحاول أن يهزمها في الساحة فهي تلجأ لكل السبل المشروعة وغير المشروعة على حد سواء ،، ومثال ذلك حزب الغد الذي كان قد بسط أجنحته في أرجاء المعمورة إبان الانتخابات الرئاسية وماذا بعد أن انتهت الانتخابات بدون فوزه (بغض النظر عن سبب عدم الفوز) ؟ انهار الغد وانطفأت شعلته و كذلك يوم 6 أبريل لم يكن منظما ولم يكن واضح المعالم ولم يثبت جدواه من البداية فقط أثبت أن هناك شعبا بدأ يتواصل عبر الفيس بوك بعد سنين من انقطاع الصلة بين أبناء مصر الموزعين في محافظاتها وانحصار المسيرات والتحركات في القاهرة .. وماذا بعد ؟ لا أظن الدولة ستصبر على هذا مدة طويلة أرى أن الأيام حبلى بمفاجآت الدولة لشباب 6 أبريل وللفيس بوك @ آسف للإطالة @

ابو اعصار said...

سيدي الاضراب لازم تكون اهدافه واضحه وملامسة لمطالب عامة الشعب ومن ثم يكون منظم
مفيش مشكلة التعلم من الاخطاء
لا بد ان تعرف من اهم اسباب نجاح االضراب السنة اللي فاتت العمال اللي اتبهدلوا ربنا يخلص نوايا المنظمين
في المقابل الاضراب يمتاز بانه لا ينطوي تحت اي جماعه سياسية مما يشكل له ثقل شعبي ةمو شرط انه يكون ب6 ابريل


ربنا يصلح حال بلدنا ونتغير الى االفضل
شكرا لك