كنت في مقر عملي حين وردنا الخبر
"يوسف شاهين ينقل الى مستشفى بباريس على إثر نزيف في المخ"
وعلى عكس المتوقع في مواجهة خبر كهذا ، وجدت أحد زملائي لا يخفي مشاعر شماتته في المخرج المسن بل ويتمنى له الموت
وحين ذكرته بمبدأ "اللهم لا شماتة" كان رده العجيب أن شاهين "مسيحي" وعلى هذا الأساس فغنها "ما تفرقش"!
أعادني هذا التعليق الى الوراء وانا أتامل الخبر مرة أخرى
وعقدت في خيالي مقارنة بين زمنين
الزمن الذي ينتمي اليه شاهين وزماننا الأن
شاهين المولود لأم يونانية وأب كاثوليكي مصري، نشأ في إسكندرية الثلاينات ، في زمن مصر المنفتحة على البحر وعلى العالم، مصر التي تتقبل الأخر ولا تخشاه ، بل تحتويه وتحتضنه
لخص شاهين ذلك الزمان البعيد ذات مرة حين روى انه حين كان صغيرا كان يذهب مع أمه لشراء حاجيات البيت من تاجر مصري مسلم ثم يمرون على صائغ أرمني لتشتري الأم الحلي ثم يختمون اليوم في متجر تاجر يهودي لشراء ما تبقى من لوازمهم
لم يكن عبثا إذن أن يسعى شاهين لتخليد هذه المرحلة من عمر مصر في رباعية حملت كلها اسم مسقط رأسه الاسكندرية
ولم يكن عبثا أيضا ان يلخض زماننا الحالي، التي ذبحت فيه سكين الطائفية الوطن من الوريد الى الوريد في جملة واحدة "هي فوضى"
وجدت نفسي بشكل تلقائي أسال الله ان يشفي شاهين
إبن النيل وصاحب الأرض والعصفور والاختيار والناصر صلاح الدين
والذي لم يكن يوما "إبنا ضالا"
5 comments:
بوفاة يوسف شاهين لا قدر الله
مصر هتكون خسرت اخر مبدع من زمن العمالقة
ليبدأ رسميا عصر الاقزام
تحياااتي
ربنا يشفيه ويرجع لينا بالسلامة
للاسف
فعلا الناس بقيت بتفكر بالطريقة الغريبة دي
المشكلة ان فكر الشماتة في حد ذاته منافي للاخلاق وللدين
بس العصبيات والطائفية فعلا خنقوا الوطن
بس عندي امل نكون لسه بنفرفر .. تكون فينا الروح
مانكونش اندبحنا من الوريد للوريد
ربنا يشفيه .. جاهين فعلا آخر العمالقة في السينما المصرية
لن يثبت الزمن على جيل إعتقدنا أنه زمن العمالقة ,,,
""
لكن لا تفقدو الامل في ترميم الزمن الماضي ,, وجعل الأقزام عمالقة
تحيتي
Post a Comment