
لم استغرب على الاطلاق من موقف رئيس جامعة القاهرة الذي افرغ الجامعة من طلابها يوم زيارة الرئيس لها ، بل استغرب من موقف الذي استغربوا سلوكه
سلوكه هذا الرجل وكل من هم في مثل منصبه لا يجب ان يفاجيء احدا بل ان نستغرب ان فعلوا العكس
فالجامعات في ارض المحروسة يديرها رجال الأمن اولا واخيرا وبفضل لائحة كريهة تعرف باسم لائحة 1979 "الطلابية" رغم ان الطلبة لا ناقة لهم فيها ولا جمل
بمعنى اخر فإن كافة "الدكاترة" الأفاضل المتربعين على كراسي العمداء ورؤوساء الجامعات لم يخترهم زملائهم ولم ينتخبهم طلبتهم وانما هبطوا بالبراشوت على هذه المقاعد بفضل توصية امنية من اسيادهم
ولذا فان ولائهم اولا واخيرا هو للنظام القائم الذي عينهم حتى وان ادى ذلك الى ان تكون جامعاتهم بلا طلبة ارضاء لأسيادهم
وهو بطبيعة الحال العكس تماما من وضع الجامعات على مستوى العالم ، فالمسؤول المنتخب يكون ولائه لناخبيه وهمه هو ارضائهم حتى وان تعارض ذلك مع السلطة
فلا عجب اذا ألا تندرج جامعة مصرية واحدة ضمن الجامعات الخمسين الأفضل على مستوى العالم
ان السبيل الوحيد لانقاذ جامعات المحروسة بل وكافة مؤسساتها هو ان تعود الجامعة كما كانت ذات يوم
مكانا يملك فيه الطلبة الكلمة
والحق في انتخاب ممثليهم واتحاداتهم
وحتى ذلك اليوم