
هل تذكرون "احمد دنانة"؟
تلك الشخصية التي أبدعها قلم الكاتب علاء الأسواني في روايته شيكاغو؟
اتذكرها اليوم وكل يوم حين أقرأ عما يحدث داخل الجامعات المصرية
في رواية السواني، كان دنانة شخصا ترقى داخل الجامعة والجزب الحاكم (الحزب الواطي) في نفس الوقت ، ليس بسبب مؤهلاته ولكن لأنه-ببساطة- كان عميلا للمباحث وسط زملائه
وبفضل تقاريره ، تدخل الأمن مرة تلو مرة في تعيينه معيدا ثم أستاذا ثم إرساله إلى أمريكا في بعثة من أجل الدكتوراة في مادة لم يتفوق فيها يوما
أشعر أن دنانة قد تم إستنساخه في كافة جامعات المحروسة ، في شخوص رؤساء الجامعات وعمداء الكليات الذين يتم إختيارهم لا عن طريق الإنتخاب ولا بسبب كفائتهم
بل يتم إختيارهم من مكتب مدير أمن الجامعة وعلى أساس ولائهم له أولا للنظام ثانيا
في أغلب جامعات مصر، ستجد "دكاترة" ليسوا ب"دكاترة" وإنما مخبرين صغار وضعهم الأمن على مقاعد العمداء
تذكرت دنانة مرة أخرى وأنا أشاهد الصور التي حصل عليها الزميل ميت من داخل جامعة حلوان وتظهر رئيس الجامعة وهو يعتقل بنفسه-نيابة عن أسياده من ضباط الأمن- الطلاب المعارضين له
الكارثة أن العتقالات جاءت بعدما سلط العميد والأمن صنائعهم من طلبة الإتحاد الرسمي لضرب زملائهم المعارضين لزيادة المصروفات لأنهم تجرأوا وقالوا رأيهم في ندوة
أي بإختصار، تحولت الجامعات المصرية في عهد مبارك وبفضل كل من هو "دنانة" في هذا الوطن إلى مفارخ لتصنيع المخبرين