Thursday, April 02, 2009

حين تصبح الكراهية واجبا

في أحد مشاهد فيلم "الناصر صلاح الدين" يتحدث كونراد (محمود المليجي) عن ما يسميه الحقد المقدس الذي ينبغي ان يحافظ عليه الصليبيون ان ارادوا ان يربحوا المعركة ،وان خطيئة لويز (نادية لطفي) الحقيقية انها احبت مما جعلها تضعف وهو ما لا يليق بال"حرب المقدسة"
في منطق كهذا فإن الكراهية والحقد يصيحان واجبا مقدسا ينبغي المحافظة عليهما حتى ابادة اخر "الاعداء" وتصبح اي بادرة محبة او تسامح او حتى قبول للاخر دليل ضعف لا يجوز
تذكرت هذا المنطق وانا تابع ما جلبته له جرائد هذا الصباح من اخبار عما بلاقيه بهائيو مصر في احدى قراها ، والذي وصل الى حد احراق منازلهم
هنا ، كما في منطق كونراد، فمن احرقوا المنازل شعروا بانهم يؤدون واجبهم المقدس بحق "الاعداء" ، الذين هم اعداء الا لأنهم مخلتفون في العقيدة او الديانة او غير ذلك
هنا يصبح الاختلاف في حد ذاته جريمة تستحق العقاب عليها بالقتل ويشعر الفرد الذي يؤمن بذلك بمتعة غريبة من وعها وهو يلاحق هولاء المخالفين او يقتلهم او يحرق منازلهم، لانه يؤمن ان يحقق بهذة مشيئة الاله كما اوحى مشايخ الكراهية وفقهاء التعصب
هنا ايضا، فإن تحدث احد عن ضرورة التسامح او احترام عقائد الاخرين او فكرة المواطنة،فإنه يبدو كمن يؤذن في مالطا
يتحدث لغة لا يفهمها هولاء الذين تشبعوا بالكراهية ، من امنوا بأنهم الافضل وان كل ما عداهم يستحق الابادة والمحو من على وجه الارض
لاننا لم نسمع كلمات كهذه على ارض المحروسة منذ اكثر من ثلاثة عقود من الزمان في ظل هذا النظام الفاشل والذي شبقه، واللذان فتحا الباب على مصراعبه لخطاب طائفي كريه يقود هذا الوكن الى الهاوية باسرع ما يمكن
في ظل مناخ كهذا يصبح اي حديث عن التغيير مجرد كلام في الهواء طالما بقي هذا الخطاب العنصري البغيض
فالتغيير سيأتي فقط، حين يتعلم الطفل المصري منذ سن الحضانة مفردات مثل التسامح والمواطنة
ويتعلم ان يتقبل ان يجلس الى جواره زميله المختلف عنه في العقيدة من الفصل الدراسي الاول وحتى الجامعة
عندها،وعندها فقط، يمكن الجديث عن تغيير حقيقي على أرض المحروسة

5 comments:

مواطن مصري said...

طالما بقي هذا الخطاب العنصري البغيض
فالتغيير سيأتي فقط، حين يتعلم الطفل المصري منذ سن الحضانة مفردات مثل التسامح والمواطنة
ويتعلم ان يتقبل ان يجلس الى جواره زميله المختلف عنه في العقيدة من الفصل الدراسي الاول وحتى الجامعة
عندها،وعندها فقط، يمكن الجديث عن تغيير حقيقي على أرض المحروسة



عندك حق

micheal said...

تشبيه أكثر من رائع
للأسف عندنا مشاكل في تقبل الاخر وفكرة الاختلاف
تحياتي

ومازلتُ أتعلم said...

بوست جامد جداً للاسف ناس كتير متعرفش معنى التسامح ده
وبيغلبهم التعصب الاعمى

تحيتى

mohra said...

لطالما اعجبنى فيلم الناصر صلاح الدين و لكن دوما كنت ارى هذا المشهد مباشرا و رمزيا و ابعد ما يكون عن الواقع التاريخى و لكنى اتفق معك فى كل كلمه ...الناس فى مصر لا تريد الحريه ..لا تعرف مفهومها الحقيقى ..ليسوا على استعداد لتحمل تبعاتها و تقبل الاخر
خالص تحياتى

Hanan Elshafey said...

التسامح ةتقبل اللاخر

ياريت نتعلم بقي